المشاركات الإعلامية

انعكست على إدلب وتل رفعت.. روسيا ترفع من وتيرة تحرشها في الشمال السوري

خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن التطورات الأخيرة في شمال غربي سوريا وإمكانية الانزلاق نحو التصعيد بشكل أكبر؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن نظام الأسد غير قادر على القيام بأي معركة دون ضوء أخضر ودعم روسي بشكل مباشر.

وأوضح سالم أن قوات النظام بدأت بالتراجع في إدلب عام 2020 بعد إطلاق تركيا عملية “درع الربيع”، مشيراً إلى أن النظام لم يحقق أي نتيجة بعد الاشتباك بشكل مباشر مع القوات التركية، لافتاً إلى أن روسيا تحاول ألا تصطدم بشكل كامل مع تركيا.

ورأى الباحث أن هناك حالةً من عدم التفاهم بين روسيا وتركيا أو التفاهم بالخطوط العريضة أو تفاهمات وفق ما يُعرف بـ “الغموض البنّاء”، حيث يفسر كل طرف الاتفاقات كما يشاء، دون الوصول لتفاهم حقيقي على التفاصيل، إذْ يتم الحديث عن قضايا عامة مثل “محاربة الإرهاب ووحدة سوريا” وغيرها من العناوين العريضة.

وأضاف سالم أن حالة عدم التفاهم مضبوطة بشكل لا يؤدي للانزلاق لمعركة بين الطرفين، بحيث يكون هناك نوع من المناوشات، فالطائرات الروسية تقصف قرب النقاط التركية أو تسمح لقسد بشن هجمات ضد مناطق النفوذ التركي، وهذا الأمر جعل تركيا تُصعّد وتهدد بالعملية العسكرية في تل رفعت، مشيراً إلى أن تركيا جادة في هذا الموضوع، مردفاً: “لكن لا أعتقد أن المعركة قريبة دون أن تتوافق ولو جزئياً مع روسيا والولايات المتحدة كما تم ذلك سابقاً في معارك أخرى مثل عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات”.

وحول احتمال حدوث مقايضة بالمناطق بين روسيا وتركيا، رأى سالم أن هذا الاحتمال وارد لكنه ضعيف جداً، لكون تركيا لا تستطيع التخلي عن جبل الزاوية وهي المنطقة التي يُفترض المقايضة عليها لوقوعها جنوب الطريق الدولي m4، لأنها في حال تخلت عنها فيعني أنها ستتخلى عن المناطق التالية لكون الجبل يشرف على مناطق واسعة بإدلب، وهو ما يؤدي لنزوح كبير للسكان إلى الحدود التركية وهذا الأمر ليس في مصلحة تركيا بل هو خط أحمر لأن هذه القضية أصبحت مشكلة أمن قومي تركي ومشكلة حتى للحكومة التركية التي لديها إشكالية كبيرة بملف اللاجئين في ظل الضغط عليها كي تتعامل بصلابة أكبر مع ملف اللاجئين مع قدوم عدد كبير من اللاجئين الأفغان.

ورأى سالم أن تركيا لديها قدرة جيدة يمكن استثمارها لتحقيق الاستقرار بإدلب، لكنها بحاجة لتحسين العلاقات مع واشنطن، إذ لا يمكن لتركيا التصدي لروسيا دون ذلك، ولكن الآن العلاقات التركية الأمريكية ضعيفة بعد قدوم إدارة بايدن وعدم دعمها لتركيا فيما يخص الشمال العربي سوى بالتصريحات فقط.

وتابع الباحث أن تركيا حذرة في التعامل مع القوات الروسية على الأرض، وهذا ما عكسه النهج التركي خلال عملية “درع الربيع” تفادياً للصدام المباشر، محذراً من أن روسيا عندها قدرة على زعزعة الاستقرار وارتكاب المجازر بحق السكان من خلال ضرب المناطق المدنية في ظل اكتظاظ الشمال السوري، مردفاً أن الروس يُبقون ملف إدلب ملف ابتزاز للأتراك والمعارضة، ما يستدعي ضرورة تدخل المجتمع الدولي لدعم الموقف التركي في هذا الخصوص.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=vo4aM1qgnBw

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى