المشاركات الإعلامية

لماذا خرجت موسكو عن صمتها تجاه استهداف “إسرائيل” لقوات نظام الأسد ومليشيات إيران؟

خلال استضافته على موقع “الحل نت” للتعليق على إدانة روسيا للهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن روسيا لم تكن يوماً مرتاحة تماماً للهجمات الإسرائيلية على قوات نظام الأسد، رغم أنها قد تصبّ إلى حد ما في مصالحها، عندما تستهدف المليشيات الإيرانية.

وأضاف سالم أن الهجمات الإسرائيلية تغدو أمراً مزعجاً عندما تستهدف التشكيلات العسكرية لقوات نظام الأسد، مشيرا إلى أن روسيا لم تأخذ سابقاً خيار التصادم مع “إسرائيل”، رغم تمادي الإسرائيليين في تجاهل التنسيق مع موسكو إلى درجة التسبب بإسقاط طائرة نقل عسكرية روسية في عام 2018، ما أدى لمقتل خمسة عشر عسكرياً روسياً، وأبدت موسكو آنذاك غضبها بالكلام فقط.

وتابع سالم: “وربما كان السبب أن الولايات المتحدة، في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، كانت متوافقة تماماً مع الإسرائيليين، وداعمة لهم على طول الخط، بعيد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، وإعطائه الضوء الأخضر لنتنياهو، لتكثيف هجماته على الأذرع الإيرانية في سوريا، وحتى العراق».

واستدرك بالقول: لكنّ هذا تغيّر الآن، وأتت إدارة أميركية جديدة ديمقراطية، أقلّ تقارباً مع “إسرائيل”، وأميل للحلول السياسية والتفاوضية، وسط رغبة أميركية واضحة بالانسحاب من المنطقة، أو تخفيف أعبائها فيها على الأقل، وهذا سمح للروس باتخاذ موقف أكثر صرامة من العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا.

ويعتبر الباحث أن قدوم حكومة إسرائيلية جديدة، لا تملك العلاقة الشخصية ذاتها، التي كان يمتلكها نتنياهو مع بوتين، دفع موسكو إلى محاولة فرض قواعد اشتباك جديدة على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، تكون اليد العليا لموسكو فيها.

ويرى سالم أن ما تريد موسكو قوله الآن هو أن قواعد اللعبة تغيّرت، وانتهاك الأجواء السورية في المناطق التي تحتفظ فيها موسكو بالسيادة الجوية، أي كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، بل وحتى مناطق النفوذ التركي، قد أصبح أكثر صعوبة، ويجب أن يتمّ بالتنسيق مع موسكو حصراً، وبمقابل أعلى ثمناً مما سبق.

للمزيد:
https://cutt.ly/cW3leVn

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى