المشاركات الإعلامية

ما أهداف التصعيد المستمر من نظام الأسد وروسيا ضد شمال غربي سوريا؟

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن التصعيد الأخير من قبل نظام الأسد وارتكابه مجزرة بحق المدنيين في سهل الغاب شمال غربي حماة، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن القصف المستمر على المنطقة رسالة روسية لتركيا بأنه لن يتم تحقيق الاستقرار إلا بعد تحقيق المطالب الروسية.

وأضاف قربي أن تحليل الموقف شمال غربي سوريا يتطلب العودة إلى أساس الوضع الذي خضعت له المنطقة منذ اتفاق أستانا، مشيراً إلى أن الاتفاق بُنِي على توافقات مؤقتة هشة بين الضامنين والفاعلين المؤثرين، مع محاولة تأجيل الخلافات المتعلقة بقضايا الحل النهائي للملف السوري.

ولفت قربي إلى أن المنطقة تعرّضت لعدة حملات وخضعت لعدة اتفاقات آخرها “اتفاق موسكو” والذي نصّ على 3 بنود مهمة، وهي الممر الآمن 6 كم على جنوب وشمال الطريق الدولي m4، وتسيير الدوريات مع فتح الطرقات وحل ملف “هيئة تحرير الشام-هتش”.

وأوضح الباحث أن تلك الملفات التي نص عليها “اتفاق موسكو” لم يتم التحرك باتجاه إيجاد حل لها، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الروسي طالب بتطبيقها في لقائه الأخير مع وزير الخارجية التركي خلال اجتماع أنطاليا الأخير.

ورأى قربي أن روسيا تركز على بندٍ أساسي وهو فتح الطرقات بما يؤدي إلى محاولة فك العزلة الاقتصادية والخناق الذي تُضيّقه الدول الغربية على نظام الأسد، وبالتالي تحاول روسيا من خلال فتح الطرقات دفع العجلة الاقتصادية وتحريك ملف إعادة الإعمار.

وأما تركيا بحسب قربي؛ فإنها تريد تحصيل ضمانات أساسية تضمن مقابل فتح الطرقات وقفاً دائماً لإطلاق النار، وبالتالي تثبيت الوضع القائم ريثما يتم الدخول في مفاوضات الحل النهائي، وهذا على ما يبدو أن روسيا لا تريده.

ويضيف الباحث أن القصف على منطقة شمال غربي سوريا رسالة روسية وتذكير دائم لتركيا بأنه لا يمكن أن تخضع هذه المنطقة لأي استقرار إلا بعد تحقيق المطالب الروسية السابقة، فيما يعد المدنيون الحلقة الأضعف وهم يدفعون ثمن التصعيد الروسي الذي تحاول روسيا من خلاله الضغط على تركيا لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

ورجح قربي أن يستمر هذا الوضع ريثما تستطيع تركيا وروسيا الوصول إلى تفاهمات لتلك النقاط التي ما تزال عالقة منذ “اتفاق موسكو” عام 2020 حتى الآن، كما لفت إلى عدم وجود معادلة للردع ضد خروقات النظام رغم القصف من قبل القواعد التركية.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=Je7kPYyW8-U

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى