المشاركات الإعلامية

حول أسباب إقدام تركيا على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية

خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن أسباب إقدام تركيا على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تقل عسكريين روساً إلى سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن تركيا بات من الصعب عليها الاستمرار بإمساك العصا من المنتصف فيما يخص الحرب الروسية على أوكرانيا، خاصة مع محاولة واشنطن التقرب منها والضغط عليها، مستبعداً في ذات الوقت قطع العلاقات بين أنقرة وموسكو.

وأوضح سالم أن من المقدمات التي أدت ربما إلى هذا القرار أنه ومع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا حاولت تركيا استثمار هذا الموضوع من خلال أن تُمسك العصا من الوسط تقريباً، بمعنى ألا تصطفّ مع الغرب تماماً ضد روسيا في أوكرانيا وكان لها موقف مميز، وبالتالي يكون لها حظوة عند روسيا تجعلها تغفل العين عن زيادة الأنشطة العسكرية التركية في سوريا.

وأشار الباحث إلى أن تركيا زادت من عدد طلعات الطيران المسير ضد قيادات “قسد” بشكلٍ كبيرٍ بعد الحرب الأوكرانية، مستغلةً أن الروس لن يقوموا بردود فعل، وهذا ظل لفترة معينة، إذْ غضتْ روسيا بالفعل الطّرفَ عن زيادة الأنشطة التركية الميدانية باستخدام الطيران المسير، ولكن كلما طال الموضوع يصعب على تركيا أن تظل ممسكة العصا من الوسط، خاصة أن واشنطن بدأت بمحاولة التقارب مع تركيا والضغط عليها ومحاولة تحسين العلاقات، لدفعها كي يكون موقفها أكبر، وأقوى نوعاً ما باتجاه الحرب في أوكرانيا.

ولفت سالم إلى أن واشنطن بدأت الضغط على “قسد” وكان هناك حديثٌ عن إمكانية حدوث نوع من التنسيق والاندماج بين مناطق المعارضة و”قسد”، كما صرح بعض المسؤولين الأمريكيين أن أكبر خطأ فعلوه هو دعم “قسد” رغم أنها مرتبطة بـمليشيا “حزب العمال الكردستاني”، وتبع ذلك إبداء الولايات المتحدة انزعاجاً كبيراً من وجود صور “أوجلان” في الرقة، ما يعني أن هناك محاولات أمريكية للتقارب مع تركيا، وبالتالي تتخوف روسيا اليوم من تنسيقٍ أمريكيٍ تركيٍ على الأرض السورية لا يراعي مصالحها.

ورأى سالم أن روسيا ورغم انشغالها بالحرب في أوكرانيا إلاّ أن ذلك لا يعني أن تترك مناطق نفوذها وما حققته من مكاسب لدول أخرى، وبالتالي هي تتفاعل وتحاول أن ترد على التحركات التركية، وهذا الأمر تكرر كثيراً منذ سنوات إلى الآن، مشيراً إلى أنه كلما تقاربت تركيا بأي شكلٍ من الأشكال مع أمريكا داخل سوريا ترد روسيا بغاراتٍ على المناطق الحدودية وتستهدف مدنيين وتضرب في محيط النقاط التركية، وهو ما يحصل اليوم من التصعيد المحسوب والخفيف جداً قياساً على مستويات التصعيد الروسية المتعارف عليها.

ولفت الباحث إلى أنه لا يمكن فصل العلاقات التركية الروسية عن الملفين الأوكراني والسوري، فهي متداخلة، كما إن فشل المفاوضات الأوكرانية الروسية التي كانت ترعاها تركيا سبّب خيبة أمل لتركيا إثر التعنُّت الروسي الكبير، رغم أنّ الأتراك كانوا يطمحون للعب دور وسيط ولا يزالون، ولكن الروس تعنتوا ولم يستجيبوا للضغوطات والوساطة التركية.

من جهة أخرى، قال سالم إن ما تسمى “قوات تحرير عفرين” التي أعلنت استهدف الدورية العربة التركية استهدفتها غالباً بصاروخٍ من نوعٍ حديثٍ وسط تقارير استخباراتية تتحدث عن أن هذه التزويدات تأتي من روسيا ومن نظام الأسد، ما يعني أن هذا التوتر وردة الفعل التركية هي نوع من الاحتجاج المحدود أيضاً رغم أنّ وزير الخارجية التركي حاول أن يظهرها بمظهر ودي، مشيراً إلى أن روسيا سبق أن قامت بهذا السلوك عبر تسليح مجموعات “قسد” الموجودة في تل رفعت شمالي حلب.

وأضاف سالم أن الملفات متشابكة وأن التصعيد الآن محدودٌ ومحسوبٌ بين الطرفين، مشيراً إلى أن تركيا لا تثق بحلف شمال الأطلسي وبأمريكا وبالتالي لن تحاول قطع علاقتها بروسيا، ولن تذهب باتجاه حل صفري مع أي من الطرفين، فهي ستحافظ على علاقة مقبولة مع الطرفين مع ميل باتجاه الغرب الآن.

إلى ذلك، أشار الباحث إلى ان الاتفاقات بين تركيا وروسيا بشأن سوريا ليست ثابتة ودائماً تصرح موسكو بأنها اتفاقات آنية، ولكن على المستوى الميداني لن يتغير شيء بالوقت الحالي لأن موسكو ليست بوارد التصعيد الكبير مع تركيا، وبالتالي ستبقى الديناميكيات ومحركات الصراع بنفس المستوى الحالي

للمزيد:
https://www.facebook.com/watch/?v=3148829438708904

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى