المشاركات الإعلامية

حول التصعيد ضد مناطق الشمال السوري بعد الحديث عن “المنطقة الآمنة”

خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن التصعيد في مناطق شمال غربي سوريا من قبل روسيا ونظام الأسد؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن هناك قراراً من قبل روسيا والنظام وإيران أن تلك المناطق يجب ألا تكون مستقرة، مشيراً إلى أن التصعيد يأتي أحياناً ضمن رسائل محددة للضغط على تركيا في سياقاتٍ معينةٍ على الساحة الدولية.

وأضاف سالم أنه وفي بداية الحرب الأوكرانية اتخذت تركيا موقفاً قريباً من الموقف المحايد، ولكن لم يطل هذا الأمر كثيراً، حيث منعت تركيا القوات الروسية الجوية من عبور أجوائها، وكان هناك ميلٌ واضحٌ في النتيجة من قبل تركيا للوقوف مع أوكرانيا، في ظل تناقض المصالح بينها وبين وروسيا، فموسكو لا تزال تقف في ذات موقف نظام الأسد عملياً، وتطالب تركيا بالانسحاب من المناطق التي تحتفظ بها.

ولفت الباحث إلى أن روسيا توجه في كل فترة رسائل للضغط على تركيا لثنيها عن محاولات تثبيت نفوذها، خاصة في ظل هذه الظروف، لأن تركيا أعلنت عن خطة العودة الطوعية لإعادة اللاجئين إلى مناطق الشمال السوري، فيما تسعى روسيا إلى توصيل رسائل بأنه لا يمكن اتخاذ مثل هذه الخطوات بشكل أحادي دون تنسيق معها، وهذا التنسيق سيكون له ثمنٌ وهو محاولة دفع أنقرة للتنسيق معها ومع نظام الأسد.

وتحدث سالم عن الردود من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة على خروقات قوات نظام الأسد، مشيراً إلى أن المناوشات لا تهدأ بين الأطراف، والتي كان من ضمنها سقوط 22 قتيلاً من قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية بنيران الفصائل مؤخراً.

إلى ذلك، أشار سالم أيضاً إلى أن مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” تسعى إلى الحشد والقول إن خطة إعادة اللاجئين السوريين تعني تغييراً ديمغرافياً لصالح العرب والتركمان على حساب ما تدّعي أنها “مناطق كردية”.

من جهة أخرى، قال سالم إن القوات التركية استغلت الانشغال الروسي في أوكرانيا لتعمل على استهداف “قسد” وقيادييها عبر الطيران المسير، إذ إنَّ الموقف التركي المحايد في بداية الأزمة جعل روسيا تغضُّ الطرف عن توسُّع العمليات التركية الجوية ضد “قسد”، مردفاً: ” ولكن مع مضي الحرب الأوكرانية قدماً بدأ يتضح أن تركيا لم تعد قادرة على البقاء محايدة تماماً بموضوع الحرب الأوكرانية وأيضًا برزت تناقضات المصالح بين الروس والأتراك”.

واستبعد الباحث حصول عمليات عسكرية برية جديدة للجيش التركي في سوريا إثر عدم وجود موافقة أمريكية روسية عليها، مضيفاً أن الوضع الداخلي في تركيا أيضاً لا يسمح بذلك في ظل اقتراب موعد الانتخابات.

وذكّر سالم بما حصل في العام 1974 حينما شنت تركيا عملية داخل جزيرة قبرص رغم المعارضة الكبيرة من واشنطن حينها، والمعارضة النسبية من الاتحاد السوفيتي، ولكن في ذلك الوقت كان هناك وحدة في الموقف الداخلي التركي على هذا الموضوع، وهو ما ليس متواجداً اليوم، وبالتالي فإنه لا يوجد مناخ مواتٍ لتركيا سواء من الوضع الداخلي أو الخارجي كي تمضي قدماً بعمليات برية جديدة، وفق سالم.

وتوقع الباحث أن تستمر المناوشات في الشمال السوري بنفس الديناميكيات الحالية، فيما تسعى مليشيا “قسد” إلى زيادة التصعيد لتحرج تركيا ولتقول إن المناطق التي تريد إرجاع اللاجئين إليها ليست آمنة وتستطيع قصها يوميًا.

للمزيد:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى