المشاركات الإعلامية

حول التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا وأساليبه ومخاطره

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن التغلغل الثقافي الإيراني في سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. ياسين جمول، إن إيران تشن في سوريا حرباً ثقافية لتحقيق مشروعها الطائفي.

وأضاف جمول أن التبادل الثقافي بين الدول أمر ليس مستحسناً فقط بل هو واجب وضرورة ولكن يجب أن يُبنى على تكافؤ وأسس أخلاقية حتى يأخذ الناس من بعض ويعطون، لا أن تقوم دولة بفرض ذاتها وحضارتها على مجتمع آخر بالقوة وتُغيّبَ حاضره حتى تسيطر عليه مثلما تفعل إيران في سوريا.

ورأى الباحث أن التغلغل الثقافي يُعَدُّ أحد وسائل الأدوات الناعمة لدى إيران، لذلك يُسمى بالحرب الثقافية أو حتى الإمبريالية الثقافية، مشيراً إلى أن التغلغل الإيراني بدأ قبل الثورة السورية ولكنه ازداد بعدها، وعملت إيران على بث السموم في المجتمع السوري وشل الإرادات من خلال جعل الناس ينساقون وراء ثقافة وهوية تُراد لهم حسبما يريد المحتل.

ونوّه جمول إلى دراسةٍ أصدرها مركز الحوار السوري في وقتٍ سابق حول هذا الملف، موضحاً أنها أثبتت أن التغلغل لم يكن على جبهةٍ واحدة، ولكن على عدة جبهات، منها على الصعيد الديني من خلال نشر التشيع أو احتلال المقامات واختراع مقامات لا أساس لها في الواقع والتاريخ ونشر الحوزات الطائفية ومحاربة التعليم الديني.

وأضاف جمول أن إيران فتحتْ جبهةً كاملة على الصعيد التعليمي، فهي عملت على اختراق الجامعات واستقطاب كوادرها وتوقيع الاتفاقيات، وأردف الباحث أن إيران عملت للسيطرة على المدارس وتغيير المناهج والتدخل بالترميم وفرض اللغة الفارسية ونشرها بالقوة، كما أنشأت -على الصعيد الاجتماعي- جمعيات وهيئات خدمية لتقديم المساعدات من أجل رسم وجه ناعم لإيران عبر مغرياتٍ مادية في ظل التردي الحاصل لأحوال الناس.

وتابع الباحث أن إيران عملت كذلك على استقطاب شيوخ العشائر في سوريا، كما كانت لها جهود على صعيد الإعلام عبر الأخبار والمسلسلات والأفلام، ما يعني أن إيران تشن حرباً ثقافية شاملة على جبهات عدة وهي أشبه ما تكون بالتغلغل لأنها تمشي لتدمير هوية الناس من عدة جبهات.

وأكد جمول أن اليد العسكرية حاضرة كذلك في موضوع التغلغل الثقافي الإيراني، فهم يتغلغلون في معظم مناحي الحياة لكن مع ذلك يحتكمون للقوة العسكرية التي يريدون، وهذا ما وفّره لهم نظام الأسد.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=TqMK02OFTSc

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى