المشاركات الإعلامية

ما الأسباب التي تدفع شريحة من السوريين للقتال خارج سوريا؟

خلال استضافتها على موقع “عربي 21” للحديث عن قبول شريحة محدودة من الشباب السوريين القتال في خارج سوريا؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن ذلك يعود إلى أسباب عديدة أفرزتها الحرب في سوريا والتي دخلت عقدها الثاني.

وأوضحت الباحثة أن من أبرز الأسباب هو الفقر والعامل الاقتصادي، حيث تعرضت سوريا لدمار واسع، وخصوصا في البنى التحتية والمرافق الإنتاجية والصناعية، ويتزامن ذلك مع ارتفاع معدلات الفساد إلى درجة كبيرة، في الوقت الذي لا تلوح فيه أي بوادر لعودة دوران عجلة الاقتصاد.

وتابعت حواصلي أن من بين الأسباب الأخرى: انهيار منظومة التعليم، وتفشي الظواهر السلبية ومنها المخدرات، وهي البيئة التي تعد مدمرة للعقول والطاقات المجتمعية، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى ضياع الشباب بعد فقدان الأمل.

وأشارت حواصلي كذلك إلى أن القتال خارج الحدود قد يشكل فرصة لبعض الشباب للهرب من الواقع الاقتصادي المتردي في سوريا، بحيث قد يشكل القتال خارج الحدود مناسبة للبعض للهجرة بعيداً عن سوريا.

ولفتت الباحثة إلى ارتفاع معدلات الهجرة من سوريا وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتقول: “تسود حالة سوداوية في سوريا، ولا سيما أن تأسيس أسرة بات حلما بعيدا”.

ورأت حواصلي أن ثمة حسابات سياسية تدفع بالبعض للقتال خارج الحدود، حيث يعاني السوريون من انقسام واضح بما يتعلق بالأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة بالشأن الروسي، ويقبل بعضهم بالقتال خارج سوريا لحسابات دعم تلك الأطراف.

وأشارت الباحثة إلى أن البعض يعتقد أن الوقوف إلى جانب روسيا في حرب أوكرانيا على سبيل المثال هو من باب دعم موسكو لنظام الأسد، وفي المقابل قد تُقدِم شريحة أخرى على الذهاب نحو أوكرانيا بدافع الانتقام من روسيا وأسلحتها التي حصدت مئات الآلاف من السوريين.

وأضافت حواصلي أن جعل سوريا ساحة لصراعات دولية، جعلت فكرة “الارتزاق” غير مستهجنة لدى فئة من السوريين، خصوصًا مع ضعف حالة الانتماء الوطني، بحيث انخرط كثيرٌ من الشباب السوري في تشكيلات غير سورية (مليشيات)، وخدمة لأجندات خارجية.

وتختم حواصلي بالقول: “المؤسف أن الشباب يعتقدون أن القتال خارج سوريا يشكل مهربًا لهم من الداخل السوري، لكنهم دون وعي يقعون في هاوية أخرى، أصعب حتما”.

للمزيد:

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى