التقرير الإعلامي للندوة الحوارية: “الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وانعكاساته على الملف السوري”
أثار الانسحاب الأمريكي المنفرد الأخير من الاتفاق النووي للدول (5+1) مع إيران تساؤلات عديدة حول الخطوات القادمة التي تنوي الإدارة الأمريكية القيام بها، وذلك وسط تصعيد إسرائيلي متزايد منقطع النظير ضد المصالح الإيرانية داخل الأراضي السورية.
على المستوى الدولي، يلحظ انفراد الإدارة الأمريكية بخطوتها، حتى أنها لا تلقى تأييداً من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (بريطانيا)، والتي عادة ما تحرص على الاقتراب من السياسات الأمريكية عموماً، إضافة إلى معارضة بقية الحلفاء الأوربيين للانسحاب من الاتفاقية، فضلاً عن المواقف التقليدية لروسيا والصين المعارضة لهذا التوجه في مجموعة (5 +1). علاوة على ذلك، تلقى هذه الخطوة معارضة من العديد من الأطياف داخل الولايات المتحدة، وسط تقارير المحللين التي تتحدث عن أن جهود الاتفاق النووي كانت ثمرة لعمل استمر لمدة 12 عاماً ل ” اللوبي الايراني” في الولايات المتحدة وأوروبا.
على المستوى الاقليمي، تلقى هذه الخطوة دعماً واضحاً ومباشراً من “إسرائيل”، والتي كانت الأشد معارضة لذلك الاتفاق منذ بدايته، إضافة إلى تأييد المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، فيما لقيت معارضة من تركيا باعتبارها خطوة تؤدي إلى “زعزعة الاستقرار في المنطقة”، وقد تزامنت الخطوة مع تصعيد إسرائيلي ضد النفوذ الإيراني في سورية، وردود إيرانية محدودة.
ويعتبر محللون بأن الاتفاق النووي الإيراني كان ثاني أسوأ اتفاق أجرته الإدارة الأمريكية السابقة فيما يتعلق بانعكاساته على الملف السوري بعد الاتفاق على تسليم أسلحة النظام السوري الكيماوية، ما يفتح بالتأكيد الباب مشرعاً للتساؤلات حول تأثير الانسحاب منه على الملف السوري.
لمزيد من الإضاءة على هذه الخطوة وانعكاساتها على المستويين الدولي والاقليمي، ومدى تأثر الملف السوري فيها سلباً أو إيجاباً، أقام مركز الحوار السوري ندوة حوارية بعنوان” الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وانعكاساته على الملف السوري”، وذلك في يوم الثلاثاء القادم 29 شعبان 1439ه، الموافق ل 15 أيار 2018 م بحضور عدد من السياسيين والباحثين والإعلاميين وممثلي قوى الثورة والمعارضة السورية.
ابتدأ المحور الأول من الندوة بعرض الدكتور عمار قحف – المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية – للواقع الدولي تجاه هذا القرار وهدف إدارة ترامب من هذا القرار والرد الإيراني تجاهه وارتباط القرار بتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، كذلك تمت الإشارة إلى مواقف الدول الغربية من هذه التطورات.
ثم بدأ المحور الثاني بعرض الدكتور سنان حتاحت – الباحث المتخصص في الشأن السوري – لأبرز انعكاسات هذه التطورات على الملف السوري وتفاعل روسيا مع هذا القرار في تحقيق مكاسب في الساحة السورية وتفاعل إسرائيل الإقليمي والمحلي مع هذه التطورات.
تبع هذه المحاور أسئلة ضيوف الندوة حيث تركزت حول طبيعة العلاقات الإيرانية الأمريكية وعمق الصراع بينهما، كما تناولت الأدوار المنتظرة من قوى الثورة والمعارضة في ظل هذا الصراع الدولي.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة