التقرير الإعلامي للندوة الحوارية: “تطور العلاقات التركية مع الولايات المتحدة ومصر وآثارها على الملف السوري”
طرأ على السياسة التركية تغيُّرات على مستوى العلاقات الخارجية من حيث التقارب مع مصر بعد قطيعة استمرت لسنوات، وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة بعد خلافات تتعلق بقضايا إقليمية ودولية، واستكمالاً للتقرير الذي أصدره مركز الحوار السوري بعنوان: “التقارب التركي مع مصر والولايات المتحدة وآثاره في الملف السوري”، نظّم المركز ندوة حوارية افتراضية عبر منصة زووم يوم الأربعاء 14 ذي القعدة 1445هـ، الموافق لـ 22 آيار/مايو 2024م.
وضمت الندوة ثلاثة متحدثين رئيسيين وهم: الدكتور أحمد قربي مدير وحدة التوافق والهوية في مركز الحوار السوري والأستاذ محمد علاء غانم مسؤول السياسات في التحالف الأمريكي من أجل سوريا، والدكتور أحمد أويصال مدير المركز الثقافي التركي في الدوحة، إضافة لمشاركة واسعة من سياسيين وناشطين وصحفيين وباحثين وعاملين في مؤسسات المجتمع المدني.
في بداية الندوة قدّم الدكتور أحمد قربي إضاءات على تطور العلاقات التركية مع مصر والولايات المتحدة، وعرّج على أبرز محطات هذا التقارب، كما أشار قربي إلى حجم تأثير هذا التقارب على الملف السوري كـ “الحل السياسي والتطبيع مع الأسد، وملف المساعدات، ومستقبل الوجود التركي، والعلاقة مع المعارضة السورية”، حيث توقّع أن يكون للتقارب مع أمريكا تأثير على ملف المساعدات الإنسانية من حيث إمكانية زيادتها وتوازنها بين شمال غرب وشمال شرق سوريا، والدفع نحو استئناف اللجنة الدستورية، وإمكانية تثقيل تركيا لمسار جنيف الأممي مقابل مسار أستانا.
أما بالنسبة لمصر رجّح أن يكون التأثير محدوداً ومرتبطاً بإمكانية الضغط لاستئناف مسار اللجنة الدستورية، والتخفيف من حدة الانتقادات تجاه الوجود التركي شمال سوريا، ورأى قربي أن هذا التقارب يمكن أن يعطي قوى الثورة والمعارضة فرصة من أجل إعادة إحياء الملف السوري وتنشيط مسار الحل السياسي خارج اللجنة الدستورية ودعم ملف العلاقات الخارجية.
أما الأستاذ محمد علاء غانم، فقد رأى أن ما حدث هو أقرب للانفراجة في العلاقات بين تركيا وأمريكا، مشيراً إلى وجود تحول إيجابي تجاه تركيا داخل الكونغرس، على خلاف ما كان عليه الوضع سابقاً، وهو ما قد يدفع بالملف السوري خطوة إلى الأمام فيما يتعلق بإعادة الاستقرار.
الدكتور أحمد أويصال رأى خلال مداخلته أن التقارب التركي مع مصر والولايات المتحدة لن يؤثر على موقفها أو سياساتها تجاه سوريا، وأن السياسية التركية قائمة على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا الذي يعد هدفاً استراتيجياً لها، وبالتالي أي تحسن في العلاقات ستعمل على توظيفه لتحقيق ذلك، خصوصاً في رؤيتها للحل السياسي في سوريا.
أيضاً، كانت هناك مداخلات ركّز بعضها على ضرورة التركيز على الاستفادة من التطورات الإيجابية بين تركيا والولايات المتحدة، وأهمية دراسة أثر انعكاس تطور العلاقات بين تركيا والسعودية على الملف السوري.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة