التقرير الإعلامي لندوة “فوضى الإحصائيات والأرقام عن الشمال السوري”
تعتمد العديد من الدول المتقدمة على الدراسات الإحصائية في التخطيط لسياساتها المستقبلية، وشكّلت لأجل ذلك الهيئات العامة والمختصة بمتابعة التغيرات وتقديم التقارير والإحصائيات، وعلى مستوى الأفراد لطالما ساعدت الأرقام والإحصائيات والنسب المئوية حاملها على إقناع الطرف الآخر بحجته وتقوية وجهة نظره وإعطاء الموثوقية لما يقوله.
ولكن في الحالة السورية؛ لا يزال السوريون يعانون بشكلٍ كبيرٍ في تقديم تقديرات وأرقام صحيحة حول عدد السكان، ولا تزال الأرقام الصادرة من جهات أممية أكثر اعتماداً من الأرقام المحلية في إعداد التقارير ، حيث يترتب على هذا الأمر نتائج سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية يكون لها تأثير في تصميم مبادرات التعافي المبكر وعملية إعادة الإعمار المستقبلية إلى جانب دورها كأحد أوراق القوة التفاوضية في أي حل سياسي قادم.
ونظراً لأهمية هذا الموضوع أقام مركز الحوار السوري يوم الاثنين 27 رجب 1443هـ، والموافق لـ 28 شباط 2022 م، ندوة حوارية شارك فيها باحثون وأكاديميون وقيادات في منظمات المجتمع المدني، وعدد من الخبراء، حيث ناقشت تقرير أصدرته الوحدة المجتمعية في مركز الحوار السوري بعنوان: “فوضى الإحصائيات والأرقام والموثوقية.. الأرقام المحلية أم الأرقام الأممية؟”.
تطرّق المتحدثون خلال الندوة إلى أهمية عملية الإحصاء السكاني بالنسبة لمناطق سيطرة قوى الثورة والمعارضة في الشمال السوري، مشيرين إلى ضرورة وجود منهجية علمية متبعة في ذلك، خاصة مع عمليات الهجرة التي حصلت ولا تزال مستمرة.
كما ركّزت الندوة على أهمية وجود جهة مركزية في جمع المعلومات، ورأى المتحدثون أنّ عملية الإحصاء مع أهميتها إلا أنها ليست سهلة وتحتاج دعم وتظافر الجهود لتحقيق الهدف المنشود منها، خاصةً مع الظروف التي تشهدها مناطق الشمال السوري من حالة عدم استقرار واحتمال وقوع عملياتٍ عسكريةٍ وحالات نزوح جديدة، فيما قدّم الباحثون والخبراء خلال الندوة مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساعد في تحقيق الأهداف المنشودة بعملية الإحصاء.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة