التقرير الإعلامي لورشة العمل الحوارية ” انخفاض الليرة التركية وأثره على مناطق الشمال السوري “
شهدت الليرة التركية تراجعاً ملحوظاً في سعر صرفها مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية، وهو ما كانت له انعكاسات سلبية على مناطق قوى الثورة والمعارضة بالشمال السوري، لكونها تتعامل بالعملة التركية بدلاً عن السورية منذ أكثر من عام ونصف.
وقد أدى هذا الانخفاض إلى تدني المستوى المعيشي للسكان في مناطق الشمال السوري، خاصة مع ما نجم عنه من غلاء الأسعار وبقاء أجور معظم العمال -المنخفضة أصلاً- كما هي عليه دون ارتفاع.
وللوقوف أكثر على تداعيات انخفاض الليرة التركية وتقلُّبها المستمر مقابل الدولار؛ أقام مركز الحوار السوري يوم الجمعة 20 جمادى الأول 1443هـ، الموافق لـ 24 كانون الأول 2021 م، ورشة نقاش مركزة على مستوى الخبراء بعنوان: ” تذبذب الليرة التركية وأثره على مناطق الشمال السوري”، وذلك بمشاركة العديد من الخبراء الاقتصاديين ووزير الاقتصاد بالحكومة السورية المؤقتة، وباحثين ومسؤولين في المنظمات ومهتمّين بهذا الموضوع.
وخلال الندوة؛ قدّم المتحدثون إحاطة حول الوضع الاقتصادي والمعيشي في مناطق الشمال السوري وكيف تأثر عموم السكان ولاسيما النازحين والطبقة الفقيرة ودون الفقيرة بانخفاض الليرة التركية، خصوصاً مع تدنّي القدرة الشرائية وما نجم عن ذلك من اضطرار الكثير من العوائل إلى تقليل وجباتها اليومية.
كما تطرّق المتحدثون والضيوف إلى جملة من الحلول والإجراءات التي يمكن القيام بها لمعالجة هذا الموضوع، ومن ضمنها
خلق بيئة آمنة في مناطق الشمال السوري تشجع على الاستثمار وتشغيل اليد العاملة، والسعي للقيام بمشاريع اقتصادية تنعكس بشكل إيجابي على المنطقة، فيما لفت آخرون إلى أن معالجة مثل هذا الموضوع لا يمكن أن تتم بشكل عاجل وإنما بشكل تدريجي ووضع خطط لتطبيقها على المدى المتوسط والبعيد، لكنهم شددوا على ضرورة القيام بإجراءات عاجلة لدعم الطبقة الفقيرة من خلال إقامة مطابخ خيرية ودعم قطاع الخبز والمحروقات مع اشتداد البرد؛ خاصة بالنسبة لمن يقطن في المخيمات.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة