التقرير الموضوعي للورشة الحوارية: “حالة التراجع المعنوي عند السوريين، الانتشار والتأثير وكيفية المواجهة”
منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، واجه السوريون معركة غير متكافئة على كافة الأصعدة، وقد استطاعت الحاضنة الثورية المعارضة في مراحل عدة التقدم وتجاوز العديد من العوائق، بينما تراجعت في مرحلة لاحقة لأسباب مختلفة، حيث اعتبر بعض المحللين بأن الخسائر العسكرية لقوى المعارضة منذ حصار مدينة حلب لم تكن نتيجة لأسباب عسكرية فقط، فقد كانت الأحياء الكثيفة الأبنية تحمل مقومات الصمود بشكل كبير، إلا أن قوات الأسد والمليشيات الداعمة لها تمكنت من حسم المعركة العسكرية بسرعة مقارنة مع مناطق أخرى صمدت بشكل كبير (كداريا)، حيث أرجعوا هذا الأمر لعدة أسباب من أهمها التراجع في المعنويات.
ومع تجدد الحملات العسكرية التي شنها كل من نظام الأسد وروسيا وإيران على ادلب، المعقل الأخير للمعارضة السورية في نهاية العام 2019، كان تأثير الحرب الإعلامية وحالة التراجع في المعنويات واضحاً بشكل كبير على كل من الحاضنة الشعبية المناصرة للثورة، وعلى المقاتلين الموجودين على الأرض، حيث كانت الشائعات وسيناريوهات المؤامرة والاتفاقيات والخيانات حاضرة بوضوح بين الجميع على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم.
بهدف تسليط الضوء على ظاهرة تراجع المعنويات والحرب النفسية التي حضرت في الفترة الأخيرة، يأتي هذا التقرير الموضوعي – الذي بني على ندوة حوارية أقامها المركز بحضور عدد من الخبراء والناشطين والفاعليين الميدانيين- ضمن محورين رئيسيين، حيث يستعرض المحور الأوّل الأسباب التي أدت على تنامي حالة التراجع المعنوي عند جمهور الثورة، فيما يتناول المحور الثاني سبل مواجهة هذه الحالة وتعزيز الحالة النفسية والثبات عند قوى الثورة والمعارضة السورية والحاضنة الشعبي.
هدف التقرير إلى دراسة حالة التراجع المعنوية، ومعرفة أسبابها المباشرة وغير المباشرة، ودراسة تأثيراتها على كافة شرائح السوريين مدنيين كانوا أم سياسيين أم عسكريين، داخل سوريا أم خارجها، بالإضافة إلى تدارس بعض الاقتراحات والخطوات المطلوبة لمواجهة مثل تلك الحالة.
التقرير الموضوعي للورشة الحوارية: “حالة التراجع المعنوي عند السوريين، الانتشار والتأثير وكيفية المواجهة”
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة