الورقة البحثية ” الرؤية المستقبلية لفصائل الثورة “
دفعت سياسة النظام الطائفي، القائمة على قمع الثورة السلمية والتعامل مع مطالبها المحقة بالرصاص والحديد والنار، الثورة نحو حمل السلاح للدفاع عن المتظاهرين السلميين والأبرياء.
ظهرت الفصائل والكتائب المحلية الصغيرة التي اتبعت أسلوب حرب العصابات ثم تحولت مع ازدياد أعدادها وقوتها إلى أشكال جديدة من التنظيم، فظهرت الجبهات والألوية التي يشمل نطاق عملها أكثر من فصيل وأكثر من محافظة.
مع بدايات عام2013 شهدت الساحة العسكرية تطورات مهمة كان أبرزها دخول المرتزقة الشيعة إلى جانب النظام، وظهور تنظيم الغلو “داعش” الذي طعن الثورة في خاصرتها.
ولا شك أن وضع الفصائل العسكرية بحاجة لحلول وأجوبة للإشكاليات الكثيرة التي تعاني منها، لكننا في هذه الورقة، ورغبة منا في تجزئة هذه الإشكاليات وتوفير الوقت الذي ندرك أهميته في هذه المرحلة الحرجة من عمر الثورة، سنكتفي بالتركيز على ثلاثة أمور: الأولى، تشتت الفصائل وفشل معظم محاولات الاندماج والتوحد. والثانية، وهي ناتجة عن الأولى، وتتجسد في انتشار الفصائلية فكراً وسلوكاً. والثالثة، حالة الفصام بين السياسيين وبين الفصائل العسكرية، وما ترتب على ذلك من غياب قيادتها السياسية.
وتبرز أهمية هذه الدراسة في أنها تحدد دور الفصائل العسكرية، وعلاقتها مع مختلف القوى الثورية الأخرى خصوصاً السياسية منها، وأثر ذلك في تحقيق أحد أهم أهداف الثورة، المتمثل في إيجاد جيش وطني محترف يحل محل جيش الأسد الطائفي، ولذلك تسعى الدراسة لتحليل هذه الإشكاليات، وتحديد أسبابها، بقصد اقتراح الحلول، متبعةً في كل ذلك المنهج التحليلي الوصفي.
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة