الورقة التحليلية: “الشمال السوري في ضوء الأحداث الأخيرة: التطورات -التداعيات والمآلات المحتملة”
على غرار ما جرى في السنوات الماضية في فترات هدوء الجبهات مع قوات النظام، شهدت مناطق محافظة إدلب وريف حلب الغربي جولة جديدة من المعارك الداخلية بين فصائل الثورة من جهة وبين ما جرت به العادة أن تكون “النصرة” طرفها الآخر.
وقد أدت جملة من الأسباب إلى اندلاع القتال بين “هيئة تحرير الشام” من جهة و “جبهة تحرير سوريا” المشكلة حديثاً من جهة أخرى، في الوقت الذي تشهد فيه غوطة دمشق الشرقية حملة همجية وعنيفة من قبل قوات النظام وحلفائه روسيا وإيران تنذر بتداعيات إنسانية غير مسبوقة، وفي ظل استمرار العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين ضد الوحدات الكردية بمشاركة فصائل من الجيش السوري الحر.
وتختلف تقييمات المتابعين لما يجري في إدلب وإن كان ثمة اتفاق على وجود نوايا قديمة متجددة لدى “الهيئة” في الهيمنة على باقي فصائل الثورة أو القضاء عليها، حيث يرى البعض أن ما يجري يشكل صحوة فصائلية هامة في وجه هيمنة “هيئة تحرير الشام-هتش” في إدلب وما نتج عنها من آثار سلبية على عموم الثورة والمجتمع، في حين يرى البعض الآخر أن الاقتتال الدائر يستنزف القوى المختلفة ويضعف إمكانياتها في الوقت الذي تتعرض فيه جميع المناطق المحررة لتهديدات مستمرة من روسيا والنظام، مما يستوجب “رص الصفوف” والابتعاد عن “الخلافات الداخلية” وفتح جبهات القتال مع قوات النظام حصراً.
ونظراً لأهمية ما يجري وتوقيته، تسعى الورقة لقراءة التطورات الأخيرة وآثارها المحتملة، حيث تتناول الورقة في جزئها الأول تطورات المشهد الميداني، والأسباب المباشرة وغير المباشرة لما جرى، مع قراءة مواقف أبرز الفاعلين. أما في الجزء الثاني تتناول التداعيات المحتملة للأحداث الراهنة وأثرها على مستقبل المنطقة ومحاولة بيان المآلات القادمة، وتختتم ببعض التوصيات.
للإطلاع على الأوراق المرفقة:
الورقة التحليلية: “الشمال السوري في ضوء الأحداث الأخيرة: التطورات -التداعيات والمآلات المحتملة”
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة