
بين العمل السياسي والوعي السياسي
خلال استضافته على بودكاست “كاف” للحديث عن الدور الذي تلعبه السياسة في التحوّل الجاري بسوريا، وسبب إحجام فئات من السوريين عن ممارسة العمل أو النشاط السياسي، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه من الطبيعي أن يكون هناك إحجام من فئات من السوريين نظراً لأن الدولة طيلة 5 عقود كانت تُحرّم العمل السياسي.
وأضاف قربي أن أول شيء يعيه السوري من والديه عبارة أن “الحيطان لها أذان”، وهذا الأمر ليس فقط مجرد كلام، بل كانت هناك ممارسات قمعيّة على أرض الواقع وعشرات الأفرع الأمنية، فضلاً عن أحداث الثمانينات التي شكّلت وعي عدة أجيال سورية، كما إن أجيال السبعينات والثمانينات والتسعينات ترسّخ في ذهنهم سجن تدمر، وهذا كله يعطي نوعاً من التنفير من السياسة في السياق السوري.
وأشار الباحث إلى أن هذا الأمر ليس خاصاً بالحالة السورية، لافتاً إلى استطلاع أُجري في الولايات المتحدة عام 2023 يُدلّل على أن 8 من كل 10 أشخاص يصفون السياسة بأوصاف سيئة مثل الفوضى والاستبداد والكذب.. الخ، كما إن هنالك أكثر من دراسة أنه حتى في أوروبا في العقد الأخير وخاصة بالنسبة للجيل الجديد هناك استنكاف عن العمل السياسي أو السياسة بشكل عام، مشيراً إلى أن الجيل الجديد بشكل عام يهتم بعضه بالسوشيال ميديا، الثقافة، الغناء، الرياضة، وغير ذلك، لكن قلّة من الشباب يهتمون في الجانب السياسي، وهذا الأمر ليس خاصاً بسوريا لكن في سوريا زاد عليها أن حكم الأسد جعل فيه إلى جانب النفور قضية أخرى هي الخوف من السياسة.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=tuqYU2R_9cY
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة