تقرير الكشاف : السياسة الروسية بعد سوتشي وآليات التعامل معها
مع انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011م، وضعت روسيا محددات أساسية لسياستها تجاه الحالة السورية، شكلت بمجموعها تأييداً لا محدوداً للنظام السوري على مختلف الأصعدة سياسياً وعسكرياً. فعلى الصعيد السياسي، دافعت موسكو عن النظام في المحافل الدولية، ولا أدل على ذلك من أنها استخدمت حق النقض “الفيتو” إحدى عشرة مرة لمنع إدانة النظام على الرغم من المجازر والجرائم التي ارتكبها. وعلى الصعيد العسكري، أمدت النظام بمختلف أنواع الأسلحة، وعندما عجز مع حليفته إيران عن مواجهة القوى الثورية، تدخلت موسكو بثقلها الحربي الكامل دفاعاً عن النظام من سقوط وشيك.
وبذلت قوى الثورة والمعارضة السياسية منها والعسكرية جهوداً متعددة وفي مناسبات متفرقة للتأثير على المقاربة الروسية للوضع السوري، وتفاوتت مواقف قوى الثورة والمعارضة في التعامل مع الروس وسبل التوصل إلى تفاهمات معهم، بين مقاطعة بصورة كاملة، وبين من يمد يد التعاون ويحاول بناء الجسور وكسب الثقة، وعلى الرغم من البون الشاسع في الآراء والمواقف، إلا أن هنالك إجماعاً على أنّ جميع الوسائل التي تم اللجوء إليها لم تجدِ نفعاً في ظل إصرار موسكو على موقف ثابت لا يتزحزح إزاء بقاء بشار الأسد وربط العملية السياسية ببقائه في الحكم.
وجاء مؤتمر سوتشي الأخير ليمثل حلقة من حلقات السياسة الروسية، والذي حاولت من خلاله تكريس رؤيتها “للحل السياسي” في سوريا، والذي يمكن تلخيصه بالمحافظة على النظام ورأسه مع إجراء بعض “الإصلاحات الشكلية” التي لا تمس جوهره وبنيته الأمنية والعسكرية، والتي رهنت موسكو مصالحها الاستراتيجية ببقائها.
وفي ضوء المستجدات التي أعقبت مؤتمر سوتشي، وبقصد الحوار حول إعادة تقييم السياسة الروسية إزاء سوريا، وتحديد نقاط القوة ومكامن الضعف فيها، ومن ثم التوصل إلى استنتاجات مهمة فيما يتعلق بإدارة المرحلة المقبلة، أقام مركز الحوار السوري، بالتعاون والشراكة مع كل من “المرصد الاستراتيجي”، و”مركز عمران للدراسات الاستراتيجية” ندوة حوارية بعنوان: “تحديات السياسة الروسية بعد سوتشي وآليات التعامل معها”، وذلك في يوم الاثنين 26 جمادى الأولى 1439ه، والموافق لـــــــــ12 شباط/فبراير 2018.
تضمنت الندوة جلستين، بدأت الأولى بعرض الورقة البحثية المقدمة من المرصد الاستراتيجي من قبل خبير المرصد، وحملت عنوان ” تحديات السياسة الروسية بعد سوتشي وآليات التعامل معها”، وتلاها تعقيب من الخبير في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية تناول فيه أهم ملامح السياسة الروسية وقدم عدداً من التوصيات. أما الجلسة الثانية فبدأت بمداخلات الحضور، والذين تنوعت طروحاتهم نظراً لاتساع الموضوع وآثاره المتشعبة، وانتهت الجلسة بردود الخبراء على المداخلات، وقد شارك في الندوة باحثون وكتاب وأكاديميون سوريون، وممثلو تيارات سياسية وفصائل عسكرية.
أُعدّ هذا التقرير الموضوعي من خلال اتباع قاعدة “تشاتام هاوس” ، ومن دون التقيّد بالترتيب الزمني للعرض والمداخلات، وتم التقسيم الموضوعي للتقرير بقصد ترتيب الأفكار بطريقة سلسة وموضوعية تساعد القارئ- ما أمكن- على فهم المضمون.
جاء التقرير في محورين: يتضمن المحور الأول عرضاً للأوراق المقدمة من المرصد الاستراتيجي ومركز عمران للدراسات الاستراتيجية، في حين يتحدث المحور الثاني عن المداخلات والتعليقات التي قدمها السادة المشاركون في الندوة وتعقيبات خبراء المراكز البحثية عليها.
لتحميل التقرير:
تقرير السياسة الروسية بعد سوتشي وآليات التعامل معها
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة