تقرير مجريات الندوة الحوارية : “حاضنات الشباب السوري الاقتصادية بين الواقع والتحدي”
كان للظروف الاقتصادية البائسة كانعكاس لظروف حرب النظام على الشعب السوري وارتداداتها آثار اجتماعية ونفسية كبيرة على السوريين، فارتفعت نسب التسرب من التعليم، ونكص الشباب الجامعي عن إكمال دراسته لينهض بأعباء أسرته المالية، رافق ذلك تشظ اجتماعي للأسر، وترد لصحة الشباب النفسية، وارتفاع ملحوظ لظواهر غير صحية كالتسول والطلاق وغيرها..
هذه الظروف أجبرت مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين إلى الاعتماد بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية المحلية والدولية، في ظل غياب برامج ذات نطاق واسع تستنهض مهارات وخبرات اللاجئين والمهجرين وتقوم باستثمارها فيما يعود عليهم بالعائد المادي، وبالتنمية الاقتصادية للبلد الذي لجؤوا إليه. كما عانى الكثير منهم من البطالة، وقلة فرص العمل، أو ضعف التأهيل وفهم السوق الجديد في بلد اللجوء، واستغلال أرباب الأعمال لهم بدفع أقل الأجور، وغياب الأطر القانونية التي تحميهم من الاستغلال والطرد التعسفي، والحرمان من الضمان الاجتماعي.
وضمن هذا السياق أقام مركز الحوار السوري ندوة تخصصية في استنبول بتاريخ 3 محرم 1439هـ الموافق لـ 23 أيلول 2017 بعنوان “حاضنات الشباب السوري الاقتصادية بين الواقع والتحدي” دعا إليها المهتمين والمعنيين في هذا المجال من تجمعات منظمات المجتمع المدني وقانونيين وممثلين عن تجمعات السوريين الاقتصادية ورواد ورجال الأعمال ومؤسسات التدريب ومراكز الأبحاث السورية.
ناقشت الورقة الأولى في الندوة قضية دور المنظمات السورية في تشغيل السوريين في تركيا حيث عرضت واقع الشباب وأهم احتياجاته في تركيا، وعرضت أهم الإحصائيات التي توصف الحال بدقة فيما يتعلق بأسواق العمل، وناقشت واقع المنظمات السورية والدولية وجهودها وتحدياتها في التمكين الاقتصادي للسوريين، وختمت الورقة بتوصية حول ضرورة إعداد استراتيجية تكاملية تتكامل فيها الجهود والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية بتشغيل السوريين سواء كانت سورية أو تركية أو دولية، ورفع سوية التأهيل والتدريب المهني المتخصص للشباب والتشبيك مع الحاضنات التركية، وضرورة القيام بحملات مناصرة على مختلف المستويات لتذليل العقبات القانونية والتشريعات الخاصة بأذونات العمل وتسهيلات الاستثمار وحماية العاملين السوريين من الاستغلال .
بحثت الورقة الثانية جهود المؤسسات المعنية بالتدريب في تدريب السوريين وتأهيلهم لسوق العمل حيث أبرزت أهم التحديات التي تمنع السوري من إيجاد فرصة عمل مناسبة في بلدان اللجوء كتركيا أو في الداخل السوري، وأوضحت الورقة أن برامج التدريب المهني الكفؤة والفعالة لا زالت دون المستوى المطلوب، وأن هناك آفاقا لتشغيل الشباب على مستوى منصات العمل الحر ولكنه بحاجة للتأهيل لكي يستطيع العمل والمنافسة فيها، وعرضت الورقة بعض التجارب المحلية والدولية التي يستفاد منها في عمليات التشغيل على نطاق واسع.
أما الورقة الثالثة فقد خصصت للنقاش حول دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بناء الاقتصادات الوطنية، وناقشت احتياجات الشباب السوريين وأفكارهم حول المشاريع التي يمكن أن يعملوا وفيها وعن حجم التمويل المطلوب لإطلاق هذه المشاريع، وعرضت عدداً من المجالات التي يمكن أن تدعم وأن يستثمر فيها عبر مشاريع متوسطة وصغيرة، كما عرضت بعض التجارب العملية التي قامت بها عدة جهات سورية لدعم مشاريع رواد الأعمال السوريين.
ختمت الندوة بورقة تعريفية عن حاضنات الأعمال وآليات عملها وعن دورها في التنمية الاقتصادية وفي تأمين فرص عمل وعن أهميتها في احتضان الشباب وتقديم الدعم والتسهيل اللوجستي والاستشاري والإداري لهم في مرحلة إطلاق المشروع وتخفيف الأخطار المحدقة به. وناقش المشاركون أهم التحديات التي تواجه إنشاء أو تفعيل حاضنات الأعمال للسوريين من النواحي الاقتصادية والإدارية والقانونية وختمت الورقة بتوصياتها بضرورة التشبيك مع الحاضنات التركية، والقيام بحملات مناصرة أمام المنظمات الدولية لدعم هذه الحاضنات أو لدى الجهات التركية لتخفيف القيود القانونية والتشريعات التي تحول دون تفعيلها أمام السوريين، ودعت للتنسيق بين أصحاب المصلحة من رجال أعمال ومؤسسات سورية وحاضنات تركية بخصوص احتضان الشباب والأخذ بيدهم لإطلاق مشاريعهم بما يعود بالمنفعة على الجميع.
للاطلاع على أوراق الندوة:
ورقة آفاق تفعيل المشاريع المتوسطة والصغيرة في بناء الاقتصادات الوطنية
ورقة حاضنات الأعمال للشباب السوري المهاجر الفرص والتحديات وإمكانات التفعيل
ورقة دور منظمات المجتمع المدني في تشغيل السوريين في تركيا
ورقة دور مؤسسات التدريب ومنصات العمل الحر في تشغيل السوريين
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة