حول آثار الحرب على الأطفال السوريين والجانب التعليمي
خلال استضافته على قناة “TRT عربي” بشأن آثار الحرب في سوريا على الجانب التعليمي لدى الأطفال السوريين؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري د. ياسين جمُّول: إن هناك خسائر كبيرة في هذا الجانب، خاصة مع قلة الدعم.
وأضاف جمول: أن ما ذُكِر من المنظمات الدولية عن خسائر الاقتصاد السوري منذ عام 2011 أنها أكثر من 1.3 ترليون دولار ليست هي الخسارة الحقيقية؛ وإنما الخسارة هي الأرقام التي أعلنت عنها “اليونيسيف” لعام 2020 بأن 6.7 مليون طفل سوري بحاجة لمساعدة في التعليم، منهم أكثر من 2.45 مليون طفل محروم من التعليم؛ وهذه أرقام مرعبة لأنها تعادل أعداد سكان بعض الدول.
وأوضح “جمُّول” أن هذه الأرقام التي تعلن عنها المؤسسات الدولية ينبغي ألا تحرفنا عن أساس المشكلة من إجرام نظام الأسد وحلفائه؛ لأنه حتى عام 2014 كان النظام مع حلفائه قد دمّروا أكثرَ من 3 آلاف مدرسة، كما حصلت في 2020 عشرات مئات الهجمات على المدارس، كما أن الأرقام تتحدث عن أكثر من 55 ألف طفل قضوا في الحرب التي يشنّها نظام الأسد وحلفاؤه ضد الشعب السوري.
وتابع الباحث: أن ثمة خطورة كبيرة بسبب تسرُّب الأطفال السوريين من المدارس؛ لأنهم سيكونون عرضة للتجنيد والمشاريع العابرة للحدود والإرهاب والعمالة، مع أنهم عماد مستقبل البلد، وبهم تكون إعادة الإعمار والبناء، مشيراً إلى أن نظام الأسد طبّق حرفياً مقولة “الأسد أو نحرق البلد” من خلال تدمير أجيال كاملة، في حين أن الكثير من الأطفال اضطروا لترك المدارس بسبب هجمات نظام الأسد، مع سوء الخدمات وضيق الأماكن وقلة الكتب والمعلمين.
ورأى الباحث أنه لا يمكن لجهود تركيا وحدها أن تنهض بالعملية التعليمية لملايين الأطفال في الشمال السوري؛ لأن ما تقدُّمه الحكومة التركية في مناطق “غصن الزيتون” و”درع الفرات” لا يكفي بسبب انسحاب المنظمات الدولية وتراجعها عن كثير من الوعود بشأن الدعم، وهذا ما جعل العملية التعليمية غير مستقرة. مع التأكيد أنه يجب علاج المشكلة الأساسية؛ لأنه من غير الصحيح أن يتم بناء مدرسة ثم تتعرض بعد ذلك لغارة جوية، ما يستلزم -وفق الباحث- كفّ الأسد وحلفائه عن الإجرام كي تستقر العملية التعليمية.
للمزيد:
https://twitter.com/TRTArabi/status/1372952254068760579
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة