حول إعلان “هيئة التفاوض السورية” عزمها عقد اجتماع في جنيف
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن إعلان “هيئة التفاوض السورية” عزمها عقد اجتماع في جنيف؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن تصرُّف المعارضة السورية كان وما يزال إلى الآن يُصنَّفُ ضمن خانة ردود الأفعال.
وأضاف أن اجتماعات هيئة التفاوض السورية من الواضح أنها تمّت بمبادرة من بعض الدول الغربية التي تحاول لملمة حقوق المعارضة السورية من أجل الخروج بموقف تجاه تطورات الإقليمية والدولية التي عصفت في الملف السوري مؤخراً.
ولفت قربي إلى أنه لو تم استعراض تصرُّف قوى الثورة والمعارضة مع مختلف المبادرات لتبيّن أنها كانت تُصنّف ضمن خانة ردة الفعل، وبالتالي فإنه لا يعتقد أن هذه المبادرة ذاتية من قبل تكوينات هيئة التفاوض السورية، مؤكداً بذات الوقت أن هناك تقاطع مصالح حالياً في إعادة تكوين أو اجتماع قوى الثورة والمعارضة والخروج بموقف واضح تجاه هذه التصورات.
ورأى الباحث أن النقاط الخلافية كانت وما تزال موجودة داخل هيئة التفاوض، لافتاً إلى أن الدول الداعمة للمعارضة السورية حاولت قدر المستطاع لملمة مشهد قوى المعارضة ودعوتها لجنيف من أجل محاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه وتقوية موقف المعارضة لأن موقفها بالأساس ضعيفٌ ويكاد يكون معدوماً في التطورات الأخيرة، لافتاً إلى أن ذلك هذا جزء من المشهد العام الإقليمي المرتبط بالملف السوري وهناك تهميش للمعارضة مقابل حضور أقوى لنظام الأسد.
وتابع قربي أن “منصة القاهرة” لن تحضرَ هذه الاجتماعات، وبغضّ النظر عن ثقل هذه المنصة ضمن الهيئة لكن عدم حضورها هو مؤشر على أنَّ تعاطي مؤسسات قوى الثورة والمعارضة بما فيها هيئة التفاوض لا يزال ضمن خانة ردة الفعل، مستبعداً أن يؤدي الاجتماع إلى إحداث فارق أو نوع من التغيُّر في التعاطي مع الملف السوري.
وذكّر قربي بأن مبادرة خطوة مقابل خطوة التي يتبنّاها المبعوث الأممي غير بيدرسن تقوم بشكل أساسي على تجاهل المعارضة، مشيراً إلى أن كلَّ التسريبات التي تم الحديث عنها فيما يتعلق بمبادرة خطوة مقابل خطوة كان أحد أهم سماتها أنها تجاهلت المعارضة ومؤسساتها، وركزت بشكل أساسي على كيفية تحصيل مكاسب وتنازلات من نظام الأسد مقابل خطوات تقوم بها الدول وليس المعارضة، فالمعارضة لا تملك شيئاً.
وأردف الباحث بالقول إن الهوامش المتاحة أمام المعارضة ضيقة جداً، والأوراق التي تملكها المعارضة بالأساس هي أوراق ضعيفة، خصوصاً بعد وجود نوع من الجمود السياسي والانفتاح العربي على نظام الأسد ودعمه سياسياً، مشيراً إلى أن هناك ورقتين تحاول المعارضة التركيز عليهما، وهي ورقة اللاجئين وورقة الملف الحقوقي، وبرأيه فإن كلاهما خارج تأثير المعارضة.
المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=PG2LBueCbJU
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة