المشاركات الإعلامية

حول الأزمة المالية التي يمرّ بها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن الأزمة المالية التي يمر بها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن الأمر أعقدُ مما يتم تصويره واختصاره بأنه مسألة مالية، مشيراً إلى أنه مرتبطٌ بالسياق السوري بشكل عام، ومدى حضور الحل السياسي وحضور المعارضة فيه.

ولفت قربي إلى أن هناك أسباباً كثيرة ومؤشرات كانت تدلُّ على تراجع حضور قوى الثورة والمعارضة في القضية السورية والمسار السياسي بشكل أساسي، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر بدأ حقيقة منذ عام 2020 عندما تم الحديث عن مقاربة خطوة بخطوة، وفي هذه المقاربة كانت التسريبات التي جاءت آنذاك تشير إلى أن كل الدول بما فيها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي يركزون على نظام الأسد ومحاولة تغيير سلوكه وهم غير معنييّن بالمعارضة بشكل أساسي.

وأضاف الباحث أنه حتى الوثيقة الأردنية التي تحدثت عن تلك المقاربة كانت متجاهلة للمعارضة، وسط جمود المسار السياسي واللجنة الدستورية، إضافة إلى التغيُّرات الإقليمية التي حصلت وانفتاح بعض الدول في التطبيع مع نظام الأسد، كما طرأت تغيُّرات على بعض مواقف الدول “الداعمة” لقوى الثورة والمعارضة.

ورأى قربي أن الأمر لا يقتصر على الموقف التركي فقط، فهو أبعد من ذلك ومرتبط بقضية التعاطي مع قوى الثورة ومدى حضورها في الحل السياسي، مشيراً إلى أن التغيرُّات التي طرأت مؤخراً في السياسة التركية كانت إحدى هذه الأسباب والمظاهر المرتبطة بمسار الحل السياسي في سوريا، وبالتالي فإنه لا يعتقد أن السبب الأساسي للأزمة المالية في الائتلاف هي التغيرات التي طرأت مؤخراً.

وأضاف الباحث أن الائتلاف في ضوء الواقع الذي آل إليه نتيجة عوامل موضوعية وعوامل ذاتية يتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية بما يخص وضع المعارضة، خاصة أنه يعد “الممثل الشرعي” الذي ساهم في تشكيل هيئة التفاوض والتي يفترض أنها تمثّل المعارضة في الحل السياسي، مشيراً إلى أن مصير الائتلاف هو مصير سيئ ولا يمكن الحديثُ عن نقاط إيجابية في المدى القريب، فالوضع يتحول من سيّئ إلى أسوأ في ظل هذا الترهل المؤسساتي وعدم الحكومة والشفافيّة وعدم وجود الشرعية، وهذه نقطة مهمة قصّر فيها الائتلاف كثيراً.

وأضاف أنه كانت هناك فرص كثيرة يمكن للائتلاف الاعتماد عليها من أجل تحسين موقعه على الأقل بالنسبة للحاضنة ثم في علاقته مع الدول، ولكن للأسف فإن الائتلاف على مدى سنوات لم يقم بأي مبادرة يمكن أن تحسِّن وضعَه، وبالتالي يعتقد قربي أن السياق الإقليمي والتغيرات التي حصلت سيكون لها تأثير سلبي جداً على مستقبل الائتلاف ودوره السياسي وهذا سينعكس بصورة أو بأخرى على موقف قوى الثورة والمعارضة بشكل عام ومدى حضورها في مسار الحل السياسي.

المزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=SEHydohY4yE

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى