حول الأسباب الجديدة والقديمة للتصعيد الروسي ضد إدلب ومناطق النفوذ التركي
خلال استضافته على موقع “المدن” للتعليق على التصعيد الروسي في إدلب، قال الباحث في مركز الحوار السوري أ. محمد سالم، إن التصعيد الروسي الحالي ضد مناطق المعارضة والنفوذ التركي له أسباب عديدة، منها القديم ومنها الجديد، الجديد فيما يبدو متعلق بالضغط على تركيا لكبح جماح زيادة تنسيقها مع الولايات المتحدة في سوريا وأفغانستان، ودفع تركيا للتنسيق مع روسيا قبل أي تنسيق مع الولايات المتحدة.
وأضاف سالم أنه يمكن الاستدلال على ذلك من خلال تصريحات وزارة الخارجية الروسية التي أبدت استغرابها من تدخل تركيا في إدارة مطار كابول، في منطقة تعتبر منطقة أمن قومي بالنسبة لروسيا، وقد عكس عدد من المحللين الروس في كتاباتهم المزاج الروسي المنزعج من النشاط التركي.
وتابع سالم: “يذكرنا التصعيد الحالي بالضربة التي نفذتها روسيا قبل سنة تقريباً لفصيل فيلق الشام في جبل دويلة بالتزامن مع التقارير التي تحدثت عن نقل مقاتلين سوريين إلى أذربيجان، وكان ذلك بالتزامن مع تصريح لمسؤول استخباراتي روسي رفيع المستوى بأن ذلك خطير جداً”.
وألمح سالم إلى أن روسيا تتخوف من امتداد التنسيق الأميركي التركي في أفغانستان إلى سوريا، وشرقي الفرات تحديداً، حيث يتم الحديث عن إمكانية تنسيق الولايات المتحدة لانسحابها المحتمل من سوريا مع تركيا، خاصة مع الحديث عن جهود مشتركة أميركية-تركية لفصل قسد عن حزب العمال الكردستاني.
وأضاف الباحث أن التصعيد لا ينفك أيضاً عن الأهداف الاعتيادية الروسية المتمثلة بالضغط المستمر طويل الأمد على تركيا والمعارضة للانسحاب من جنوب الطريق الدولي، ومن منطقة جبل الزاوية الاستراتيجية التي تشرف على كامل محافظة إدلب.
وأوضح سالم أن التصعيد يهدف أيضاً إلى الضغط على تركيا والمعارضة لفتح المعابر مع مناطق نظام الأسد بهدف التمهيد لقضم جديد للأراضي كما كان الحال سابقاً، وإن كان هذا مستبعداً حالياً لأن تركيا ومعها فصائل المعارضة تبدو مصرة على التمسك بمنطقة جبل الزاوية، لأنهم يعلمون أن الانسحاب منها عملياً يعني سقوط ما يتبعها، كمدن أريحا وادلب مركز المحافظة.
للمزيد:
https://cutt.ly/1W3xJzZ
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة