المشاركات الإعلامية

حول الأنشطة الإيرانية في الجنوب السوري وأهدافها

خلال استضافته على راديو “وطن إف إم” للحديث عن أنشطة إيران في الجنوب السوري؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إنه يجب التمييز بين نوعين من الأنشطة الإيرانية في سوريا، الأولى: أنشطة عسكرية وأمنية، والثانية: أنشطة ثقافية.

ولفت سالم إلى أن الأنشطة العسكرية والأمنية الإيرانية تكون عبر إنشاء مليشيات على غرار مليشيا “حزب الله”، وهي مليشيات خطيرة لأنها خارج إطار الدولة، كما إن نظام الأسد نفسه تحوّل إلى مليشيات، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأنشطة لا توجد معلومات عن ازدياده بالوقت الحالي.

وأما الأنشطة الثقافية؛ فهي بحسب الباحث مستمرة في عموم الأراضي السورية وفي المنطقة الجنوبية بالتحديد منذ اتفاق “التسوية” عام 2018، مشيراً إلى أنه بعد الحرب في أوكرانيا لم تنشأ جمعيات إيرانية جديدة إلا أنه كان هناك نشاط في عمل تلك الجمعيات، وذلك لأن إيران اليوم قادمة على اتفاقٍ نوويٍ جديدٍ مع القوى الدولية، وهذا الاتفاق سيحرر أموالاً كبيرة لإيران، وبالتالي تستخدمها في هذه الأنشطة.

ولفت سالم إلى أن موسكو تنسق مع تل أبيب والتي تمانع الأنشطة العسكرية من تصنيع أسلحة وطائرات مسيرة، ولذلك فإن هناك حديثٌ عن دعم استخباراتي روسي لـ “إسرائيل” في تقديم تسهيلات لتقوم بقصف مثل هذه المصانع والمعامل والأنشطة العسكرية.

وبالنسبة للأنشطة الثقافية الإيرانية يرى الباحث أن روسيا لا تمانعها، ولكنه يردف أن هناك منافسةً روسية لها، أي ممانعة بشكل غير مباشر، لأن روسيا أيضاً إذا أصبحت قوية ولم تعد مشغولة بالملف الأوكراني فلديها أنشطتها الثقافية التي تنافس بشكل أو بآخر الأنشطة الثقافية الإيرانية وإن كانت من نوع مختلف، لافتاً إلى أن موسكو لن تستطيع منع الأنشطة الإيرانية حتى لو حاولت ذلك، خاصة أنها تحظى بتسهيلات كبيرة من نظام الأسد.

وأضاف سالم أن محاولات التطبيع العربي مع نظام الأسد تنطلق من ذريعة إبعاده عن إيران، وهي تنفذ المقاربة الإسرائيلية المبنيّة على مخاوف أمنية مباشرة، وبالتالي محاولة إبعاد نظام الأسد عن إعطاء تسهيلات للأنشطة العسكرية الإيرانية، وهذا الذي إيران نفسها تتقبّله، وتخفف من نشاطها العسكري وانتشار المليشيات وتسليحهم وصناعة الأسلحة والطائرات المسيرة إلى فترة معينة.

ورأى الباحث أن الأنشطة الثقافية الإيرانية هي الأكثر خطورة، فهي التي تنشر التشيع وتحول ولاءات الناس وتغير عقائدهم وأفكارهم وتجعلهم تابعين للمشروع الإيراني، ولذلك فإن محاولات التطبيع مع نظام الأسد ستكون غير ناجحة إذا كانت بالفعل تدّعي إبعاد نظام الأسد عن إيران، لأنه ارتمى تماماً في أحضان إيران.

للمزيد:

https://soundcloud.com/watanfm/03-04-2022a15

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى