حول التغلغل الإيراني في سوريا وموقف طهران من العملية التركية المرتقبة
خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن التغلغل الإيراني في سوريا وموقف طهران من العملية التركية المرتقبة شمالي سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. ياسين جمول، إن إيران هي جزء من المشكلة الموجودة في سوريا وتسعى إلى لعب دور الوسيط ما بين نظام الأسد وأنقرة والتقريب بين الطرفين من أجل سحب مبررات العملية التركية التي أعلن عنها أردوغان لأن هذه العملية تؤثر بشكل كبير على المصالح الإيرانية.
وأضاف جمول أن المشكلة ضد إيران قد لا تظهر في منبج ولكنها في تل رفعت واضحة بشكل كبير بسبب محاذاتها لبلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، ولذلك بدأ الحراك الإيراني بشكل كبير في هاتين المنطقتين لترتيب أي شيء إزاء العملية التركية إن حصلت.
وأضاف الباحث أن إيران تحاول أن تصون ما حققته في سوريا لأن مشروعها لا ينهض على دعامة واحدة، وهو كأي مشروع توسعي له أدوات اقتصادية وثقافية وعسكرية، وتحاول وسط المعمعة في سوريا وتعقد الخطوط المتداخلة ما بين الأمريكان والروس والأتراك تحصيل المكتسبات وتحصين ما حققوا ولكن الوضع معقد جداً ولذلك عارضت العملية التركية قبل أن تبدأ ومن جهة أخرى يجتمع الإيرانيون مع الرئيسين التركي والروسي، وهذه الاجتماعات تصب في قالب واحد وهو حفظ المكتسبات الإيرانية التي تحققتْ في سوريا، ولكن هذا الأمر ليس بهذه السهولة وإن كانت إيران تقر بأنها قطعت أشواطاً في هذا الموضوع.
ولفت جمول إلى أن من الأشياء التي بدأت فيها فعلاً إيران كما سُرِب في التقارير عن المراكز الغربية هي حضّ قسد أكثر وأكثر على التقارب مع نظام الأسد من أجل تسليمه تل رفعت حتى تسحب المبرر من تركيا بأن تل رفعت ليست مع “قسد” وإنما هي مع نظام الأسد، وكذلك تعزيز الجبهات الموجودة لأن حلب بالنسبة لإيران منطقة ثقل كبير جداً والجبهة المفتوحة مع فصائل الجيش الوطني طويلة جداً، وأي حركة لتركيا ضد مناطق “قسد” ربما تدفع إيران بالمليشيات ضد تركيا وإن كان بشكل غير مباشر لأنها تتحاشى أي مواجهة مباشرة بين المليشيات المدعومة من إيران وهذا ما حصل حتى في العمليات الماضية لتركيا.
ورأى الباحث أن هناك اتفاقيات بين الدول المؤثرة في سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران، وهذا ما تدندن عليه روسيا بأن هناك اتفاقيات لا يمكن لتركيا تجاوزها، ولكن أنقرة لديها مبرر وهو موضوع “قسد” ولذلك تسعى طهران إلى سحب “قسد” من الواجهة ولكن الأخيرة ليست بهذه السهولة حتى تنسحب ولا تزال تتحرش بالقوات التركية، حيث استهدفت القوات التركية مؤخراً في مارع وهذا بحد ذاته مبرر لتركيا للمضي في العملية.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة