حول الحالة الفصائلية المستشرية في الشمال السوري
خلال استضافته على موقع “العربي الجديد” للتعليق على الاقتتال المتكرر بين فصائل الجيش الوطني السوري والحالة الفصائلية المستشرية في الشمال السوري؛ رأى الباحث في مركز الحوار السوري: د. ياسين جمول، أن الحالة الفصائلية بدأت حالةً صحيةً لكن استمرارها في السنوات التالية جعلها أحياناً جزءاً من المشكلة.
وأوضح جمول أن في بدايات الانتقال الاضطراري إلى العمل المسلح في الثورة كان توزُّع الفصائل وتنوّعها عامل قوة من حيث الخفّة وسهولة الحركة والمناورة وعجز نظام الأسد وغيره عن ضربها في مقتل باغتيال قياديّيها أو غيره، لكنه لفت إلى أنه مع تطور العمل الثوري وتقدّم السنوات والانتقال إلى تحرير المناطق ظهرت المشكلة.
وتحدّث الباحث عن وجود عوامل عدة أسهمت في تكريس حالة الفصائلية في العمل الثوري العسكري، مشيراً إلى أن التخندق أكثر في الفصائلية كان مع دخول الدعم الخارجي لكل فصيل، ثم أجهزة الدول التي استفادت كثيراً من الحالة الفصائلية واستثمرت بترسيخها، ثم المكتسبات الخاصة التي رفض كل فصيل التنازل عنها، مع القصور في التفكير بمستوى المرحلة الحالية.
وأعرب جمول عن اعتقاده أنه لا يمكن لمرحلة البناء التي بدت ملحوظة جزئياً في الشمال السوري مع الهدوء النسبي بحكم الاتفاقات والتفاهمات بين الفاعلين الدوليين أن تُدار بالعقلية ذاتها التي كانت عند ضرب الحواجز وتحرير النقاط، محذراً من أنه ما لم يتراجع قادة الفصائل ويعينوا أهل الخبرات على التقدم للمواقع المناسبة للبناء، فلن يتم تقديم نموذج حوكمة مقنع بديلاً عن النظام.
واعتبر الباحث أن تجارب التوحيد التي كانت تحدث كانت غالباً تتم -مع الأسف- بتوجيه داعمين أو “جهات صديقة”؛ فكانت تجري وتحمل فيها في الوقت ذاته أسباب فشلها، مع نجاح التجارب المحدودة التي تمّ فيها الاندماج حقيقة وعن توافق.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة