المشاركات الإعلامية

حول الحشود العسكرية الكبيرة للأطراف المحلية والأجنبية في شرق الفرات

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن التطورات المحتملة في شرق الفرات في ظل الحشود العسكرية المتبادلة بين الأطراف المحلية والأجنبية؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. أحمد قربي، إن تلك الحشود بمثابة الضغط من قبل الأطراف من أجل تعزيز أوراقها على أرض الواقع في حال تم إجراء محادثات أو تم التفاوض بين الأطراف على ملء الفراغ عند حصوله.

ولفت قربي إلى أن ما يجري حالياً في مناطق شرق الفرات هو تقريباً تكرارٌ للسيناريو الذي حدث في نهاية 2019 مع انطلاق عملية “نبع السلام”، مشيراً إلى أن تركيا وروسيا المعنيتين بالتواجد في هذه المنطقة تشعران بأن هناك نوعاً من تغير التعاطي الأمريكي مع هذه المنطقة، ولذا تحاولان سد الفراغ مع ملاحظة أن هناك تسابقاً بين الطرفين إزاء ذلك.

ورأى الباحث أن ضبط الإيقاع حالياً في منطقة شرق الفرات لا يزال بيد الولايات المتحدة وكل ما يتم الحديث عنه حالياً بالتهديد بعملية عسكرية من الطرف التركي أو بملء الفراغ وإجراء مصالحة ما بين نظام الأسد و”قسد” هو محاولة للضغط على “قسد”، مشيراً إلى أنه من المبكر الحديث عن توافقٍ ما بين النظام و”قسد” لكون الأخيرة تحاول اللعب على الهوامش في ظل عدم وجود قرار أمريكي واضح.

وأوضح قربي أن التصريحات الأمريكية لا تزال تتحدث عن التحالف مع “قسد” وعن دورها في محاربة داعش وتأكيد استمرار الوجود الأمريكي ورفض أي عمل عسكري تركي في تلك المنطقة، ويضيف: ” لكن بالمقابل شاهدنا في الآونة الأخيرة نوعاً من التنسيق بين روسيا والولايات المتحدة وتحركات روسية سواء التي تمت من خلال تسيير بعض الدوريات في مناطق دير الزور أو حتى إنشاء قاعدة عسكرية في مطار القامشلي. هذا الأمر باعتقادي هو نوع من التمهيد أو اختبار حسن النوايا بين الطرفين ولكن لا نستطيع الحديث عن وجود اتفاق واضح المعالم بين قسد والنظام”.

ويضيف الباحث أن روسيا تحاول الضغط على “قسد” وأن تأخذ منها تنازلات من أجل تعزيز نفوذها، وهذا الأمر كان ملاحَظاً، سواء من خلال دفع الحشود العسكرية أو حتى من خلال بناء بعض القواعد العسكرية واستمالة العنصر العشائري في شرق سوريا وهذا الذي بدا واضحاً من خلال زيارة “جبهة الحرية والسلام” بقيادة أحمد الجربا إلى موسكو، مشيراً إلى أن كل هذه الأدوات تحاول روسيا من خلالها الضغط على “قسد” وتحصيل مكاسب منها من أجل أن تكون هي الرابح الأكبر في حال حدوث أي انسحاب أو تراخٍ أمريكي في تلك المنطقة وبحيث هي من يضع يدها على السلة الغذائية السورية وعلى آبار النفط.

وأشار قربي إلى أن تركيا حتى الآن تعول على إيجاد توافق تركي أمريكي بالدرجة الأولى يستتبعه توافق روسي كما حدث في عملية “نبع السلام”، لافتاً إلى أن تركيا تحاول الضغط على أمريكا من أجل تأمين انسحاب وشريط حدودي يتراوح بين 30 إلى 50 كم ومحاولة فك التحالف القائم بين “قسد” والولايات المتحدة، وبالتالي فإن تركيا لا تستطيع في ضوء توازن القوى الحالي أن تقوم بعملية عسكرية مفتوحة الجبهات دون تأمين هذا الغطاء السياسي ودون موافقة أمريكية أو -على الأقل- غض الطرف الأمريكي على إجراء هذه العملية.

ورأى الباحث أن الأطراف تعوّل على تفاهمٍ يُفضي إلى تقاسم النفوذ مثلما حصل بعد الانسحاب الأمريكي الجزئي من شرق الفرات عام 2019 وكان لتركيا شريطٌ حدودي ضيق تحفظ من خلاله مصالحها في تلك المنطقة، ويضيف ” هذا هو السيناريو الأرجح بأن يتم الضغط أكثر على قسد ، خاصة أن هناك ملامح لتوافق روسي أمريكي. ومن الواضح أن قسد تذهب باتجاه إيجاد اتفاق بينها وبين الأسد تحت الرعاية الروسية. وتكون حصة الأسد لصالح روسيا مقابل بعض المناطق التي تعزز تركيا من خلالها وجود في شرق الفرات، والتي قد لا تتجاوز الشريط الحدودي”.

للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=2PkvLk-qbKQ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى