حول الرفض الشعبي لدخول “هتش” إلى مناطق شمال حلب
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن الاقتتال بين الفصائل في ريف حلب والحراك الشعبي الرافض لدخول “هيئة تحرير الشام-هتش” إلى المنطقة؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن قضية البناء على الحراك مرتبطة أولاً بمدى استمراره وقوته، وأيضاً بموقف الفصائل.
وأضاف قربي أنه لو نُظِر إلى المناطق التي قام فيها الحراك الرافض لدخول رتل “هتش” نلحظ أن هذه المناطق هي في الأساس بنيتها مناطقية والفصائل الموجودة فيها تعتمد على الرابط المناطقي، كما إنها ليست حاضنة لـ “هتش” وللأيديولوجيا التي تحملها منذ انطلاق الثورة.
ولفت الباحث إلى أن النقطة الثانية مرتبطةٌ بسمعة “هتش”، فهناك كلامٌ كثيرٌ ينتشر بين الناس أن قضاءها على الفصائل والطريقة التي تدير فيها المناطق في إدلب والقبضة الأمنية التي تستخدمها أمورٌ لم تعتد عليها مناطق ريف حلب الشمالي بشكل عام، فضلاً عن مستوى الحريات ونشاط المجتمع المدني، فهناك خشية لدى الناس من أن تمدّد “هتش” إلى هذه المناطق قد يؤدي إلى آثار سلبية على ذلك، خاصة وأن تلك المناطق تشهد منذ سنوات حراكاً مدنياً ثورياً في قضايا متعلقة بالحياة المعيشية وغيرها.
إلى ذلك، أشار قربي إلى أن العامل العسكري أيضاً أحد أهم العوامل التي تؤثر ويمكن أن تلعب دوراً كبيراً في عدم قدرة “هتش” في دخول تلك المناطق، لا سيما صمود الفصائل خاصة “الفيلق الثالث”.
وأشار قربي إلى أن الأهالي في الشمال لديهم مخاوف من أن يكون دخول “هتش” هو أحد الحجج التي يستند إليها نظام الأسد وروسيا في تغيير الوضع الأمني والاستقرار الذي تعيشه هذه المنطقة، مضيفاً أن “هتش” قد تتراجع عن الدخول للمنطقة لما تتميز به من البراغماتية، فهي لا تريد الدخول في معركة كسر عظم مع الشارع، وتريد كسب قلوب هذه الحاضنة الموجودة في المنطقة، وبالتالي فقد يكون تراجعها عن هذا الأمر هو أحد الخيارات الأكثر ترجيحاً.
المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=31n5Vw7TPbQ
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة