
حول العدالة الانتقالية وأهمية تطبيقها في سوريا
خلال استضافته على راديو “روزنة” للحديث عن قضية العدالة الانتقالية في سوريا بعد سقوط المخلوع بشار الأسد، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن عموم الدول التي تشهد سيطرة أنظمة استبدادية أو تشهد نزاعات مسلحة أو تكون غارقة لفترات طويلة من الانتهاكات في تاريخها لا يجب التفكير أنه عند حدوث التغيير فيها أنها ستكون لحظة القطيعة مع ماضي الانتهاكات بشكل كامل.
وأوضح العبد الله أنه ومع سقوط الأنظمة الاستبدادية تبقى آثار الانتهاكات حاضرة في المجتمع، وفي الحالة السورية كان من الواضح منذ اللحظة الأولى لسقوط نظام الأسد كيف اندفع عشرات الآلاف من ذوي الضحايا للبحث عن ذويهم من المفقودين، وبالتالي فإن آثار الجرائم التي ارتكبها النظام ما تزال باقية في المجتمع السوري.
وتابع الباحث أن الحاجة للعدالة الانتقالية والإصرار على تطبيقها في الحالة السورية كما هو الحال في كل الدول التي شهدت نزاعات طويلة وإرثاً طويلاً من الانتهاكات يأتي من باب أن منظومة العدالة الانتقالية هي خيار متوازن بدلاً عن خيارين كارثيَّين وهما الذهاب نحو الانتقام الفردي وبالتالي تعززي دوامة العنف، وطي الماضي كليا دون معالجة وهذا يشكل استحالة لأن الماضي سيكون شاخصاً في كل تحدياته؛ سواء المؤسساتية أو الحقوقية والأخلاقية أو على صعيد قضايا الممتلكات وحقوق الأفراد والجماعات.
وأوضح العبد الله أن هناك أسباباً أخرى تُبرز أهمية العدالة الانتقالية وهي أن العدالة في فلسفتها القانونية وفي تداخل العلوم والتجارب المختلفة في تطبيقها تقدم بديلاً عن التمسك بالآليات التقليدية التي قد لا تكون ناجحة تماماً في معالجة حجم كبير جداً من الانتهاكات وأيضاً أنها لا تتفلت إطلاقاً من القواعد القانونية ؛سواء على مستوى القانون الدولي أو الداخلي، وتوازن بين مصلحة الفرد والجماعة وهذه نقطة في غاية الأهمية لأن دخول أي بلد في حالة نزاع مسلح أو صراع ما بين ثورة شعبية أو نظام استبدادي سيؤدي إلى عشرات الآلاف من الملفات العالقة التي تحتاج لحلول وهذه الحلول التي تقدمها العدالة الانتقالية تتصف بأنها إبداعية وجريئة بشكل أو بآخر.
للمزيد:
https://www.facebook.com/Rozana.fm/videos/3920050104879676/
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة