حول المشاكل التي تعترض الطلاب السوريين في المدارس التركية وسبل معالجتها
خلال استضافتها على راديو “نسائم” للحديث عن المشاكل التي يعاني منها الطلاب السوريون في المدارس التركية؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن هناك الكثير من الحلول التي يمكن العمل عليها من أجل الوقوف بوجه الصعوبات والإشكالات التي تعترض السوريين في المدارس التركية.
وعرّجت حواصلي على نتائج دراسةٍ نشرها مركز الحوار السوري في هذا الخصوص في وقتٍ سابق، مشيرةً إلى أنها أظهرت أن المجتمع السوري منغلقٌ تجاه المجتمع التركي بل أحيانًا منغلقٌ باتجاه بعضه، إذ إن هناك عوائل وطلاباً ليس لهم أي نشاطٍ اجتماعي أو احتكاك مع الطلاب الآخرين لا عرب ولا سوريين ولا أتراك، ما يجعل الطالب يفتقد للخبرات الاجتماعية وتكوين صداقات، رغم أنها هي مفاتيح الاندماج.
ولفتت الباحثة إلى أن هناك حجماً كبيراً من المشاكل للطلاب السوريين في تركيا لكن في المقابل هناك قصصٌ للنجاح، إذ لا يمكن التعميم، مشيرةً إلى أن الطلاب الذين تعترضهم المشاكل حينما يمتلكون اللغة التركية تكون قدرتهم على الحل أكبر بكثير.
وأوضحت حواصلي أنّ مشكلة التنمر في المدارس عامة وتحصل في معظم الدول وليست خاصة بتركيا، لكن تختلف من دولة إلى أخرى، مشيرة إلى أن حوادث التنمر والعنف ضد الأطفال موجودة في المدارس التركية قبل وجود السوريين، وكان يعاني منها المجتمع التركي، فهي ليست خاصة بالسوريين وربما زادت بشكل أوضح مع وجود السوريين.
ولفتت الباحثة إلى أن ضحية التنمر قد يكون طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة أو صغير الحجم أو ضخم الجثة أو يتيماً أو مختلفاً في لون البشرة، مشيرة إلى أن تأثير العنف كان له دور في هذا المجال، خاصةً من خلال البيئات الإعلامية التي تشجع على العنف مثل المسلسلات وألعاب الأطفال وغيرها، بالإضافة لحالة التحريض الإعلامي نتيجة أحداث سياسية تنعكس على الطفل حينما يسمع ذويه يتحدثون عن السوريين بعدما أصبح ملفهم ضمن العملية الانتخابية.
وأشارت حواصلي إلى أن الكثير من العوائل السورية يرون أن الشكوى لا تجدي من قبيل أن “السوري مستضعف ولن يرد أحد عليه”، مؤكدةً أن هذا الأمر غير صائب ومبالغ فيه، خاصة في حال تمكُّن الأهل من إتقان اللغة التركية أو الاستعانة بمترجم وتقديم شكوى منطقية تجعل الإدارات تتجاوب معهم، موضحة أن بعض أولياء الأمور السوريين يتابعون المشكلة الاجتماعية لكن لا يتابعون التعليمية واجتماعات أولياء الأمور، ما يجعل تفاعل المعلم التركي ضعيفاً، خاصة في حال لم يكن هناك إظهار الاهتمام بسير الطالب تعليمياً وتطور لغته والتواصل مع أهل الطالب المتنمَّر عليه وتقديم شكوى في هذا الخصوص للتربية والإدارة المعنية.
وشددت الباحثة على ضرورة عدم أخذ دور الضحية بل التحرك وحل المشكلة وعدم البقاء فيها، والعمل على تخطي هذه الأمور، خاصة أن في كل مدرسة هناك هيئة لأولياء الأمور، ومعرفة أن كل مجتمع له أعرافه وقوانينه، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي، موضحة أن مبادرة من شخص أو شخصين قد تحسن وضع المدرسة بشكل كامل.
للمزيد:
https://cutt.ly/kRkxz2q
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة