حول بوادر ظهور “اللامركزية” في عدة مناطق بسوريا
خلال استضافته على موقع “الحل نت” للحديث عن قضية اللامركزية وبوادر ظهورها بعدة مناطق في سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي إن أطراف الصراع المحليّة تعيش حالة “إدارة لا مركزية” على حساب المركز دمشق بحكم الأمر الواقع، فخطوات “الإدارة الذاتية” أو المعارضة السورية في الشمال أو ما يشهده الجنوب السوري، كلها مؤشرات لاتجاه زيادة اللامركزية وإنشاء مؤسسات وأجهزة تكرّس فكرة الحكم المحلي.
وأضاف قربي أن وجود مثل هذه المؤسسات قد يُمهّد لاحقاً لبروز فكرة اللامركزية بشكل أوضح، ولكن شرعنتها محاطة بتعقيدات كثيرة، مشيراً إلى أن المرسوم الذي أصدره نظام الأسد باستحداث “الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية” لا يتعدّى عن كونه مرسوماً تنظيمياً إدارياً، فالتغيير شكليّ بحت لا أكثر بعيدٌ عن أي تغيير جوهري، كما أن مهام الأمانة العامة إدارية فقط، وكل ما في الأمر هو تغيير بسيط يتعلق بالتسميات، مستبعداً في الوقت ذاته أن يكون إجراء الأسد نابعاً من ضغط إيراني أو روسي أو نتاجاً لصراع بينهما أو استجابةً للمبادرة العربية.
ولفت قربي إلى أنّ العقلية الأساسية التي تحكم سلوك نظام الأسد عقلية سلطوية، فلا يعوّل على تغيير الأشخاص وتعيينهم وتعديل النصوص القانونية؛ لأنها إجراءات شكليّة تسويقيّة سياسيّة بحتة. الهدف منها إظهار نيته لعملية تغيير في البلاد، بينما هو غير معنيّ بتحديث المنظومة القانونية واتخاذ إجراءات فعلية.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة