حول تجربة الانتخابات التركية وكيف يمكن للسوريين الاستفادة منها
خلال استضافتها على برنامج “بودكاست أمّا بعد” للحديث عن تجربة الانتخابات التركية وأثرها على اللاجئين السوريين؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي إن التجربة التركية ملهمة لكل الجالية العربية في تركيا لكونها تختبر بشكل مباشر أو غير مباشر عملية ديمقراطية حقيقية يجري فيها التنافس على رضا الشعب وأصواته من خلال تقديم الإنجازات والبرامج وتقديم الرؤى المستقبلية والتصورات.
وأضافت حواصلي أن المرشّح بالانتخابات يُقدّم نموذجاً للحاكم الذي يخدم شعبه ويسعى للتنمية، ولديه برنامج واضح يمكن أن يُحاسَب عليه ويجادل فيه، ويمكن أن يتم انتقاده ضمن مساحة واسعة من الحرية، مشيرة إلى أن التجربة التركية كانت ملهمة ويمكن التعلُّم من خلالها الدروس، خاصة أن الدول العربية نادراً ما تشهد مثل هذه التجارب الذي يكون فيها الحكم لحلّ الخلافات هي صناديق الاقتراع وليس الاقتتال أو الحرب أو إشكاليات أخرى.
ولفتت الباحثة إلى الشباب والمراهقين من اللاجئين الذين يُشاهدون العملية الانتخابية -وإن كانوا غير قادرين على المشاركة فيها- لكنهم يعيشون التجربة بحذافيرها ويتعلمون من الآخرين كيف يمكن التنافس الشريف من خلال البرامج الانتخابية، وإن كانت الجاليات العربيات وخاصة السورية ضحية ومستهدفةً ضمن هذه البرامج الانتخابية أحياناً بشكل سيئ، لكن هذا الأمر يعكس بشكل حيٍّ ضرورة الحفاظ النزعة الأخلاقية في العملية السياسية.
وأشارت حواصلي إلى أن بعض الجهات السياسية استخدمت وعوداً غير منطقية عملت على الخطاب الشعبوي واستغلّت موضوع الأزمة الاقتصادية، وحاولت تحميل مسؤولية هذه الأزمة لفئاتٍ ليس لها ذنب ولفئات ضعيفة هشة، معتبرة أنها هي أساس الشر، كما قدّمت وعوداً غير قادرة على الإيفاء بها.
وترى الباحثة أن مشكلة هذه التصريحات -وإن كانت تصريحات انتخابية ووعوداً من أجل استقطاب الشارع- لكن لها آثاراً سلبية على المجتمع لأنها اعتمدت على خطاب الكراهية واستبعاد الآخر وشيطنته والتحريض عليه، وآثار هذا الخطاب لم تتوقف بعد، مشيرة إلى أن بعض الأحزاب راهنت على قضايا حساسة تمسّ السلم الأهلي والتماسك المجتمعي التركي أولاً قبل أن تمس مجتمع اللاجئين والجاليات العربية، لافتةً إلى أن اللعب بمثل هذه الملفات له آثار بعيدة المدى.
المزيد:
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=260609933125896
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة