
حول تصريحات مظلوم عبدي بخصوص الجيش السوري والاندماج مع حكومة دمشق
خلال استضافته على موقع “عنب بلدي” للحديث عن تصريحات قائد “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” مظلوم عبدي بأن أعضاء وقيادات “قسد” الذين سينضمّون إلى الجيش الوطني سيحصلون على “مناصب جيدة” في وزارة الدفاع وقيادة الجيش، قال الباحث المساعد في مركز الحوار السوري: أ. عامر المثقال إن “عبدي” يحاول بتصريحاته الأخيرة الإيحاء بوجود قبول من الحكومة السورية ببعض الشروط التي تضعها “قسد” رغم أنه لم يصدر موقف حكومي رسمي حول ما تطالب به، مثل الانضمام إلى الجيش ككتلة مستقلة أو ما يتكرر على لسان بعض قياديّيها مثل المطالبة باللامركزية.
وأشار المثقال إلى أن “قسد” تقصد اللامركزية السياسية وليس الإدارية، بمعنى تمهيد الطريق نحو إدارة ذاتية للمنطقة، وهو ما يُقابل برفض الحكومة السورية التي ترفض أي نوع من أنواع الحكم الذاتي، فضلاً عن الجانب التركي الذي يعتبر نشوء كيانات حكم ذاتي في شمالي سوريا مهدداً لأمنه القومي.
ولفت إلى أن “عبدي” كرَّر في أكثر من مناسبة الحديث عن “اتفاقات مبدئية” و”تفاهمات شفهية”، وهي بطبيعة الحال نصوص غير ملزمة و”قفز” على ما تم الاتفاق عليه في 10 من آذار، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي معالم واضحة لانفراج في مسار المفاوضات، وأن المنطقة تعيش حالة ترقب في ظل صعوبة تحقيق الحسم من قبل الجانبين.
ورأى الباحث المساعد أن الحكومة السورية ترغب بالحلول السلمية وتستبعد الخيار العسكري وتُنسّق مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص، و”قسد” تواصل المماطلة في تنفيذ ما اُتفق عليه في آذار، مشيراً إلى أن “قسد” لا تواجه ضغوطًا أمريكية جادة لتحقيق الاندماج، خاصة بعد إقرار البنتاغون مؤخراً دعماً لها بقيمة 130 مليون دولار إلى جانب “جيش سوريا الحرة”.
ويربط المثقال أي انفراجة في التفاوض بوجود رغبة أمريكية بتحقيق الحل في سوريا وتكريس حالة الاستقرار، متوقعاً أن تكون الولايات المتحدة غير متعجّلة في تنفيذ اتفاق آذار، رغبة منها فيما يبدو بالإمساك بورقة ضغط فعّالة على سوريا.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة




