حول حالة الانقسامات والتخوين في بعض مناطق شمال سوريا
خلال استضافته على موقع “نون بوست” للحديث عن حالة التخوين والاتهامات المتبادلة في مناطق سيطرة قوى الثورة والمعارضة شمال سوريا، قال مساعد الباحث في مركز الحوار السوري: أ. عامر العبد الله، إن فقدان ثقافة الحوار البنّاء وانتشار التعصّب الفكري لدى بعض الأوساط في المعارضة السورية ناجم بشكل أساسي، عن غياب المرجعية المتفق عليها، وعدم وجود مؤسسات قادرة على تنظيم الحوار والتبادل الفكري داخل أوساط المعارضة.
وأضاف العبد الله أن كل جماعة تقريباً أكثر انغلاقًا حول نفسها، وهو ما يؤدي إلى تعصب فكري يرفض الآخر، وسط تكرار حالة الانتقادات والميل دائمًا إلى التشكيك والطعن.
ولفت إلى أن حالة الجمود السياسي وتوقف المعارك الكبرى في سوريا منذ اتفاق موسكو الموقع بين تركيا وروسيا في مارس/ آذار 2020، يلعبان كذلك دورًا في تفسير تفاقم الخلافات الداخلية في المعارضة، لأنه لم تعد هناك قضايا ميدانية ملحّة تفرض توحيد الجهود، ولم يعد هناك حديث عن إسقاط نظام الأسد أو تحرير مناطق جديدة.
وتابع: لذلك أصبحت المعارضة أكثر عرضةً للانقسامات في ظل غياب الأهداف، وارتباط أغلب أطراف المعارضة السياسية والعسكرية بأجندة إقليمية أو دولية، أو وجود حالة من التنافسية الداخلية فيما بينها، خاصة إذا ما علمنا أن “هيئة تحرير الشام-هتش” تحاول خلق نفوذ لها ضمن مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، وتعمل على شراء الولاءات من قياديين مناصرين لها بالمنطقة، وبالفعل تمكّنت من إحداث عدة شروخ بين مكونات الجيش الوطني، والتوغل ضمن مناطق لم تكن تحلم ببناء نفوذ فيها بريف حلب الشمالي.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة