حول حديث روسيا عن تجنّب صدام بين طائرة روسية مع مسيرّة أمريكية
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للتعليق على حديث القوات الروسية أن طائرة نقل تابعة لها تجنبت الاصطدام بمسيرة أميركية في الأجواء السورية؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إنه ربما تكون هناك بعض المحاولات الأمريكية لإزعاج الروس نتيجة التوتر القائم بين الطرفين بعد الحرب الأوكرانية.
ولفت سالم إلى أن ذلك الأمر كان ملاحَظاً من مؤشرات أخرى، فقبل الحرب الأوكرانية كانت الولايات المتحدة خاصة مع مجيء إدارة بايدن تتوجه إلى حدٍّ ما لتوكيل الروس بالمنطقة وأدخلت “قسد” في ذلك الوقت الدوريات الروسية لمناطق نفوذ أمريكية، ولكن هذا الكلام تغيّر بعد الحرب الأوكرانية وبدأت الولايات المتحدة تعزز مواقعها في شمال شرق سوريا وتقوم بمناورات مشتركة مع “قسد” وهذه رسائل موجهة لتركيا وأيضاً لروسيا.
ورأى الباحث أن هناك فروقات كبيرة من الناحية التكنولوجية بين التحالف و”إسرائيل” من جهة، والروس من جهة أخرى، وبالتالي عندما تخرج الطائرات الإسرائيلية والأمريكية فإن الأجواء لها لأنّ روسيا لا تجرؤ حتى قبل الحرب الأوكرانية على الاحتكاك بشكل متعمّد بالطائرات ذات التقنية العالية الأمريكية أو الإسرائيلية، كما إنه بعد الحرب الأوكرانية أصبحت سمعة معظم الأسلحة الروسية في الأرض.
وأشار سالم إلى أن الولايات المتحدة يبدو أنها تريد تلقين الروس ومن ورائهم الصين درساً في أوكرانيا، ولكن في سوريا فإنه ليست هناك أي مؤشرات على أن أمريكا تؤيد أن تحاصر روسيا أو تُبعدها عن الملف السوري، فالمؤشرات السابقة لم تتغير، وكان السفير الأمريكي السابق المبعوث إلى سوريا يُصرّح دائماً أن الوجود الروسي شرعيٌّ لكن على موسكو أن تُنحّي الأسد، معرباً عن اعتقاده أن هذه المقاربة لا تزال موجودة على الطاولة وإن كانت تراجعت إلى حدٍّ ما، لكن بالتالي لا توجد مؤشرات على أن الأمريكيين يحاولون إبعاد الروس عن مناطق النفوذ.
وتابع الباحث أن الولايات المتحدة باتت تُمكّن نفسها أكثر في مناطق شمال شرق سوريا وتدعم “قسد”، وهذا بالتأكيد يجعل هناك صعوبة على الروس في التقدم، لأن الروس سُدّت الطرق أمامهم، ولم يعودوا قادرين على التقدم عسكرياً لا شمال غرب سوريا، ولا شمال شرقها، في وقت أصبحت فيه أفق الحل السياسي مسدودة، ما يجعل روسيا عالقة في الملف السوري دون النتائج التي ترجوها.
المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=4QbWkkHG2yY
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة