حول حظوظ نظام الأسد في استعادة إدلب وأهداف التصعيد الأخير
خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للتعليق على ما ذكرته صحف روسية حول التقليل من حظوظ نظام الأسد في استعادة إدلب، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. محمد سالم، إن النظام غير قادر بالفعل على شن أي حملة عسكرية بدون الدعم الجوي الروسي.
وأضاف سالم أن هناك فرقاً بين التصعيد بالقصف وبين الهجوم البري الشامل، لافتاً إلى أن نظام الأسد لم يغيّرْ نهجه في الحلول العسكرية، لكنه اليوم في إدلب غير قادر وليس غير راغب في الهجوم العسكري إلا إن كان هناك دعمٌ روسيٌ جويٌ هائل لقواته على الأرض، مشيراً إلى أن النظام لم يكن باستطاعته السيطرة على الكثير من المناطق لولا القصف الروسي المكثف.
ويرى الباحث أن قواعد الاشتباك تغيرت في إدلب بعد عملية “درع الربيع” التي أطلقتها القوات التركية، تلاها توقيع اتفاق موسكو بين تركيا وروسيا، مضيفاً أن النظام أصبح غير قادر على التقدم البري إلا وفق عمليات تسلل محدودة، في حين يستمر بالتصعيد وقتل المدنيين عبر القصف العشوائي.
وأضاف الباحث أن روسيا بعيدة نوعاً ما -بالوقت الحالي- عن دعم نظام الأسد بهجوم شامل، خاصة أن اتفاق التهدئة تجاوز عاماً لأول مرة مع تركيا، كما إن روسيا تدرك أن التصعيد مع القوات التركية خطيرٌ وقد يدفع بأنقرة إلى التنسيق بشكل كبير مع واشنطن، وهذا أمر لا تريده روسيا خاصة بعدما بذلت جهداً كبيراً في علاقاتها مع تركيا.
ويرى الباحث أن التصعيد الأخير لقوات نظام الأسد في إدلب ليس شاذاً عن محاولات النظام السابقة، فهو مستمر بالخروقات، ولكن تتفاوت شدتُها من يوم لآخر، وأحياناً يكون القصف مرتبطاً مع سياق زمني متعلق بمرحلة تفاوض، ويجري اليوم تنسيق تركي أمريكي حول موضوع تمديد وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.
ولفت سالم إلى إزالة الولايات المتحدة الاستثناء الوحيد الذي أعطته لشركة أمريكية لاستثمار النفط في مناطق شرق الفرات، وهذا قد يكون محاولة للمقايضة مع موسكو مقابل الاستمرار بتمرير المساعدات عبر الحدود، وفق الباحث.
ويعتقد الباحث أن ملف إدلب قد يبقى معلقاً ومجمداً إلى حين التوصل لحل عند صناع القرار، ويشير إلى أن حجم الوجود العسكري التركي في منطقة جنوب الطريق الدولي m4 أصبح كبيراً، وتم تثبيت نقاط جديدة، ما يوحي بجدية تركية في الاستمرار العسكري بالمنطقة، رغم عدم تدخلها في إدارتها كما هو الحال في مناطق عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة