المشاركات الإعلامية

حول زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرقِ الأدنى إلى تركيا ومناطق “قسد”

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن الزيارة التي أجراها نائبُ مساعدِ وزيرِ الخارجيةِ لشؤون الشرقِ الأدنى إيثان غولدريتش إلى تركيا؛ رأى الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، أن تلك الزيارة تأتي في سياق محاولات تخفيف التوتر بين إدارة بايدن وأنقرة.

وأوضح سالم أنه ومنذ بداية عهد بايدن وتعيين بريت ماكغورك كمسؤول لسوريا والشرق الأوسط عموما حصلت إشكالات متزايدة بين الإدارة الأمريكية وتركيا، خاصة أن ماكغورك غير مرغوب عند الأتراك، مشيراً إلى أن هناك مصلحة للولايات المتحدة في إعادة ترتيب المنطقة، كما إن لديها حاجة إلى تركيا وإلى المعارضة وإلى اللاعبين الآخرين.

وعن زيارة غولدريتش إلى مناطق “قسد” التابعة للنفوذ الأمريكي في الحسكة قبل زيارته إلى تركيا؛ قال سالم إن هناك ارتباطاً في الملف السوري، وإن المرور على مناطق النفوذ الأمريكي يهدف لإعطاء نوع من الطمأنة لـ “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” بعدم قرب الانسحاب الأمريكي من سوريا؛ على الأقل حتى نهاية فترة بايدن الأولى.

وتحدث سالم عن وجود تقارير صحفية تشير إلى أن ماكغورك متحمس لإعطاء المناطق في شمال شرقي سوريا تدريجياً إلى الروس، مستدلاً على ذلك بأن الروس بدؤوا يتقدمون في مناطق “قسد”، بل تقوم الأخيرة بالتفاوض معهم لإدخالهم لبعض المناطق دون ردود فعل أمريكية، وذلك بعكس قبل سنوات عندما حاولت مليشيا “فاغنر” الروسية التقدم إلى شرق الفرات ثم تم قتل عدد كبير بنيران قوات التحالف الدولي.

وأشار الباحث إلى أن هناك تحوّلاً في الموقف الأمريكي بما يخص التطبيع مع نظام الأسد، حيث تحوّل من معارضة التطبيع بشكل واضح وفرض عقوبات على من يُطبّع إلى مجرد عدم دعم التطبيع، وهذا يعطي ضوءاً برتقالياً أن من يُطبّع قد يكون بعيداً عن العقوبات ولن تطاله.

ورأى سالم أن هناك تدافعاً حتى داخل القرار الأمريكي وأن الأمور في أخذ ورد، ولكنه رجح أنه لا يوجد انسحاب في عهد بايدن، لأن إثارة موضوع الانسحاب خلقت تخوفاً لدى “قسد”، وهذا أدى لزيادة نشاط الروس وتركيا بأن يتم الانسحاب الأمريكي من مناطق شرقي سوريا كما حصل في أفغانستان.

ويعتقد الباحث أن الملف السوري وملف الشرق الأوسط عموماً ليس ضمن أولويات الإدارة الأمريكية الحالية التي تركز على قضايا داخلية وأخرى في السياسة الخارجية مثل الموقف من الصين والتصعيد الصيني ضد تايوان.

وأشار سالم إلى أن روسيا تحاول التواصل مع الولايات المتحدة ومد الجسور معها، وقد حصل هذا بـتمديد عمل القرار الأممي فيما يتعلق بإدخال المساعدات لشمال غربي سوريا واحتمال أن يتمدد هذا أيضاً، وبالتالي فإن هذه التوافقات ربما تفرز توافقات جديدة تحاول الولايات المتحدة من خلالها أن تعطي دوراً أكبر للروس لأنها غير مهتمة بالمنطقة، فتريد أن تضبط إيقاعها لا أن تكون من يديرها بدقة، ويساعدها بذلك الروس ودول أخرى.

للمزيد:

https://www.youtube.com/watch?v=ED0VPjzddJE

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى