المشاركات الإعلامية

حول زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق

خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن زيارة وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان إلى دمشق؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن دلالات الزيارة تشير إلى أنّ المقاربة العربية للتطبيع مع نظام الأسد بحجة إبعاده عن إيران تذهب أدراج الرياح.

وأضاف سالم أن الزيارة تكشف أن نظام الأسد لا يكاد يخطو أي خطوة إلا بتعليمات أو مشورة إيرانية واضحة، كما إن تصريحات عبد اللهيان أن طهران تنظر بإيجابيةٍ للانفتاح العربي على نظام الأسد تدلل على أن الحجة أو الذريعة لعودته إلى الجامعة العربية ما هي إلا ذرائع واهية لكون أن إيران تدعم هذا التطبيع واستعادة دور نظام الأسد عربياً.

من جانبٍ آخر، لفت الباحث إلى أن إيران لم تؤيد روسيا في عملية غزو أوكرانيا بشكلٍ مطلَقٍ كما فعل نظام الأسد، مشيراً إلى أنها تحاول أن تستغل الأوضاع لتعقد صفقة الاتفاق النووي مرة أخرى مع الولايات المتحدة، إذ أنَّ هناك تقدماً في المحادثات وإذا ما عُقِد الاتفاق فإن هذا يعني الإفراج عن الكثير من الأموال الإيرانية في الوقت الذي ستكون روسيا فيه محصورةً في الزاوية في أوكرانيا، ولن تستطيع زيادة نفوذها في سوريا، الأمر الذي يمكن أن تستغله إيران لأنها ستصبح أقوى بعد الاتفاق النووي.

ورأى سالم أنَّ نظام الأسد يمكن أن يتفق مع إيران على زيادة ودعم نفوذها بشكل أكبر لتعويض ما يمكن أن يكون نقصاً في النفوذ الروسي، فيما ستعمل موسكو على تعويض نفوذها والفراغ الذي يمكن أن تخلفّه من خلال أن تترك النفوذ الإيراني يمتد لتزيد حاجة “إسرائيل” لها في سوريا.

وأشار سالم إلى أن موسكو تعتمد كثيراً في موضوع شرعنة نظام الأسد على قضية أمن “إسرائيل”، فلُبّ المبادرة العربية حقيقة هو أن تعود شرعية نظام الأسد مقابل الحفاظ على أمن “إسرائيل” بضمانةٍ روسية، وهناك دعمٌ إسرائيليٌ خفي لهذه العملية.

وذكّر الباحث أن في اللحظات الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا كان هناك توجهٌ إسرائيليٌّ لإدانة روسيا ودعم أوكرانيا والاصطفاف مع الغرب ضد روسيا، ليعقب ذلك تصريح روسي يرفض الاعتراف بضم “إسرائيل” للجولان السوري وإعاقة أنشطة “إسرائيل” في سوريا، وبالتالي فإن الروس يستفيدون من زيادة النفوذ الإيراني لأنه يزيد احتياج الإسرائيليين لهم.

للمزيد:

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى