حول شن الطائرات الروسية ضربات جوية ضد إدلب رغم اتفاق وقف النار مع أنقرة
خلال استضافته في موقع “القدس العربي” بشأن شن الطائرات الروسية ضربات جوية ضد إدلب، قال الباحث في مركز الحوار السوري د. محمد سالم، إن عوامل ومحركات الصراع بإدلب لا تزال موجودة نفسها، حيث لا يوجد استقرار طويل الأمد فيها، منذ بدء اتفاقيات خفض التصعيد.
ولفت سالم إلى أن الجديد هو ما حدث خلال العملية التركية من تغيير في قواعد الاشتباك من خلال انخراط الجيش التركي في الاشتباكات بشكل مباشر مع قوات النظام السوري، وهذا ما يبدو أنه قد أسهم في ردع الروس عن القيام بحملة كبرى مجدداً على إدلب.
وأشار سالم إلى أن الوضع تعقّد بإدلب مع تداخل الصراع في أذربيجان، وكانت الضربة الروسية الأخيرة لمعسكر “فيلق الشام” التابع للمعارضة السورية رسالةً إلى تركيا سبقتها تحذيرات أطلقها مدير الاستخبارات الخارجية الروسية حول انتقال مسلحين إلى منطقة القوقاز، وهو ما يرجح أن الضربة الروسية تحذيرية متعلقة بأذربيجان.
ولفت سالم إلى إمكانية مشاهدة تحول آخر لقواعد الاشتباك إذا ما نشرت القوات الروسية قوات برية، وهو الأمر الذي أشار لاحتماليته معهد دراسات الحرب في واشنطن، مما يعني تشكيل إحراج لتركيا لأن قواتها لن تستطيع مواجهة قوات برية روسية بشكل مباشر، وفي الوقت ذاته يفتح الباب لأنقرة للمزيد من الخيارات لدعم قوات المعارضة التي لن تتردد باستهداف القوات الروسية، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً، وهو أمر ربما تخشاه موسكو كونه يذكّر بالغرق السوفييتي في المستنقع الأفغاني، وبناء على ما سبق، يبدو أن احتمالات بقاء الوضع الحالي من الخروقات والمناوشات المستمرة دون شن حملات كبيرة هو الأرجح في ظل حرص الطرفين الروسي والتركي على عدم الوصول إلى حافة الهاوية في علاقاتهما.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة