حول طبيعة احتياجات النازحين في مخيمات الشمال السوري
خلال استضافتها على قناة “الحوار” للحديث عن طبيعة احتياجات النازحين في مخيمات الشمال السوري؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن المشاريع التي تُطبق داخل المخيمات غالباً ما تقتصر على الطعام والخدمات الصحية بأدنى مستوياتها، إضافة للتعليم بأدنى مستوياته، مشيرة إلى أن قيمة التبرع الموجه لدعم مشاريع التعليم يُعدّ الأدنى.
وأشارت حواصلي إلى أنّ عمل الهيئات التطوعية في مخيمات الشمال السوري ربما يكون قليلاً، وأحياناً يكون موجهاً باتجاه الداعم وسياسته وليس بحسب الاحتياجات، ولهذا فإنّ حياة النساء أو حياة المخيم بشكل عام وما تعانيه فيه النساء والأطفال والرجال وذوي الاحتياجات الخاصة والكبار في السن لا تزال بعيدة عن وجود مشاريع حقيقية يمكن أن تصنع الفارق، جراء عدم وجود تلك المشاريع.
ورأت حواصلي أن من الضروري أن نتحوّل من المشاريع المستهلِكة للمال إلى مشاريع أشبه بأن تكون “صدقة جارية”، مثل أن يتم نقل الطفل من الأُميّة إلى برنامجٍ تعليميٍ، لأن ذلك سيعطيه سلاحاً يبقى معه ويُغيّر حياته للأفضل، كذلك فإن نقل العائلة من بيئة المخيم التي فيها الكثير من السلبيات إلى سكن لائق فهذا عمل “صدقة جارية”، كما إن تقديم مشروع للعوائل بحيث يجعلها تكسب ما تريد وتُحصّل قوتَ يومها دون الحاجة لانتظار المساعدة، فهذا أيضاً مشروع “صدقة جارية”.
ولفتت الباحثة إلى أن الحاجة بالنسبة للمخيمات هي الانتقال من فكرة المشاريع التي هي فقط عبارة عن استجابة طارئة واحتياجات الطعام والشراب إلى مشاريع تنموية، بحيث يتم تنمية العائلة من درجة إلى درجة أفضل، وذلك لأنّ نمط الاستجابة الذي أجبرتنا عليه السياسات الدولية لم يكن جيداً، لأنه يتم إعطاء الشخص بدون أن يتم استغلال خبراته، الأمر الذي خلق تغييرات في هذه الفئات على الجانب النفسي والاجتماعي، بحيث أصبح الشخص ليس عنده مشكلة في ادعاء الفقر والاحتياج بعدما كان منتجاً ولديه خبرات.
للمزيد:
https://www.facebook.com/watch/?extid=CL-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=5003132389736526
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة