حول عزم الولايات المتحدة استثناء مناطق ” قسد” وبعض مناطق فصائل المعارضة من عقوبات “قيصر”
خلال استضافته على قناة “حلب اليوم” للحديث عن عزم الولايات المتحدة استثناء مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” وبعض مناطق فصائل المعارضة من عقوبات “قيصر”؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن مثل هذا القرار يتعلق بالتطبيق، وستكون له عواقب ضد نظام الأسد بسبب انخراطه بالحرب في أوكرانيا.
وأوضح سالم أن مثل هذا القرار متعلق بالتطبيق، ففي عهد ترامب صدر قانون “قيصر” وكانت هناك سياسة ضغط أقصى يطبقها على إيران بهدف حصارها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، وحينها كان للقانون آثار مؤلمة على نظام الأسد، ولكن مع مجيء إدارة بايدن الديمقراطية كان هناك نوع من التراخي في تطبيق العقوبات، ما أدى لحصول تطبيع بعض الدول العربية مع نظام الأسد.
وأضاف الباحث أن نظام الأسد وبعد الحرب في أوكرانيا اصطفّ بشكل واضح مع روسيا، في ظل موجة غضب غربية ضد موسكو بسبب الحرب هناك، وبالتالي فإن هذا يمكن أن يُعرّض نظام الأسد للعقوبات كما تعرض من قبل لعقوبات “قيصر”، وهذا ما سيصعّب الأمر عليه بشكل أكبر، لاسيما أن حليفته روسيا تتعرض للعقوبات أيضاً.
وأشار سالم إلى ورود تقارير بأن قرار الاستثناء المرتقب سيشمل النفط والغاز، لافتاً إلى أنه كانت هناك شركة أمريكية أصلاً في عهد ترامب تم إعفاؤها وبالفعل استثمرت في النفط لدى “قسد”، إلا أنه لم يتم تمديد هذا الإعفاء في عهد بايدن، لكن يبدو أنه سيتم تمديد هذا الإعفاء مرة أخرى لمثل هذه الشركة، وهنا الإشكالية إذا ما تم ذلك لأن “قسد” تبيع جزءاً من نفطها لنظام الأسد، وسط تغاضٍ أمريكي عن ذلك، ولهذا يرى الباحث أن التطبيق مهم في ملاحظة هذا الموضوع لمعرفة كيف سيتم التعامل مع موضوع النفط.
ورأى الباحث أن قانون الاستثناء لن تكون له انعكاسات على الاستثمار بشكل كبير في مناطق المعارضة، لأن المعيق الأساسي لذلك هو عدم توافر الأمن وكما هو معروف فإن رؤوس الأموال الكبيرة تستثمر في أماكن آمنة ومستقرة، كما إن المنطقة المعفاة من قانون “قيصر” هي منطقة محدودة ممثلة بمنطقة الباب وما حولها وهي منطقة قريبة لخطوط التماس مع نظام الأسد و”قسد”.
من جانب آخر، لفت سالم إلى دخول منطقة شمال غربي سوريا في العام الثالث لاتفاق موسكو دون أي تغييرات في خارطة السيطرة، وهذه نقطة مهمة تعطي المنطقة نوعاً من التنفس للعمل على الإنعاش المبكر من قبل بعض المنظمات والمشاريع الصغيرة والمناطق صناعية كما في الباب والراعي.
ورأى الباحث أن نظام الأسد وبتأييده المطلق لروسيا ودون أي ادعاء “سيادي” كما كان يدعّي من قبل النظام عادةً أن هناك “استقلالية” في القرار. فهو يكاد ينخرط انخراطاً تماماً ويرسل مرتزقة، وهذا ما يجعله جزءاً من الحرب الروسية ضد أوكرانيا، و يعرضه للعقوبات من جديد ويضيق الخناق عليه.
كما أشار سالم إلى أن نظام الأسد مرتبط بإيران أكثر من روسيا ولكنه يحاول أن يتعلق بمختلف الفاعلين الذين من الممكن أن يدعموه لأنه في حالة من الضعف الشديد، لذلك هو يحاول أن يؤيد روسيا ليحصل على دعمها، وفي ذات الوقت فإنه سيرتبط بإيران بشكل أكبر لاسيما أن طهران على أعتاب اتفاق نووي جديد، ما سيؤدي لتحرير الأموال الإيرانية وتصبح إيران في وضع أفضل وتجعل النظام يعتمد عليها ويرتبط بها بشكل أكبر، وهذا الأمر سينعكس سلباً على العامل الذي كانت روسيا و”إسرائيل” تسوقه للتطبيع مع نظام الأسد، وهو عامل المزاعم بابتعاد نظام الأسد عن إيران.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=t9de8PKsBwk
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة