حول عمل المقاهي والكافيتريات بدمشق
خلال استضافتها على موقع “نون بوست” للحديث عن طبيعة عمل المقاهي والكافيتريات في دمشق، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي إن المقاهي والكافيتريات في دمشق أصبحت خياراً اضطرارياً لعقد اللقاءات بسبب محدودية المرافق العامة.
وأشارت حواصلي إلى أن هناك نوعين رئيسيين من الكافيتريات: النوع التقليدي الشعبي القليل العدد، والنوع العصري الجديد المستلهم من النمط الغربي، والذي يوفر غالباً مساحات للقاءات والاجتماعات، ويُفضّل الناشطون هذه الأماكن، خصوصاً أولئك الذين لا يمتلكون مكاتب دائمة أو يعملون في منظمات قيد الترخيص، لتجنب صعوبة التنقل بين مواقع مختلفة، نظراً لما توفره من مواقع مركزية يسهل الوصول إليها.
وتضيف أن المرافق الخدمية في دمشق ما تزال ضعيفة جداً؛ فالمكاتب غالباً ما تكون مركزة في أحياء معينة أو عبارة عن شقق تم تحويلها إلى مكاتب، ولا توجد مكتبات عامة كافية، كما أن الحدائق العامة تفتقر للخدمات الأساسية، لذلك يُضطر البعض إلى استخدام هذه المطاعم، لا سيما عند تنظيم مجموعات كبيرة، أو ورش عمل، أو تجهيزات للفعاليات، حيث توفر هذه الأماكن الكهرباء، التكييف، الإضاءة، والمشروبات، ما يجعلها أكثر ملاءمة من المرافق الأخرى.
وتابعت أن هذه الظاهرة لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياق الاجتماعي والاقتصادي الأوسع، إذ أنها تعكس من جهة محاولة للتأقلم مع واقع خدمات متدهورة، ومن جهة أخرى تأثراً بثقافة جديدة نشأت خلال سنوات الحرب، جعلت من المقاهي أماكن للعمل والنقاش والتلاقي، بالإضافة للترف أو الترفيه.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة




