المشاركات الإعلامية

حول قضية المفقودين والمختفين قسراً في سوريا والكشف عن مصيرهم

خلال استضافته على موقع “نون بوست” للحديث عن ملف المفقودين في سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. نورس العبد الله، إن قضية المفقودين والمختفين قسراً والكشف عن مصيرهم في سوريا ترتبط ارتباطاً عضوياً بالعدالة الانتقالية، ويمكن اعتبارها في السياق السوري من أبرز متطلبات تحقيق العدالة الانتقالية، ومعالجة إرث الانتهاكات، والسماح بإغلاق جرح نازف يهز ضمير المجتمع السوري، ويترك مأساة مستمرة في ذاكرة مئات الآلاف من الأسر.

وأضاف العبد الله أن الكشف عن مصير المفقودين يوازي أو يفوق أهمية حتى على قضية المحاسبة والمساءلة الجنائية، لأنه يرتبط بالأساس الجوهري للعدالة الانتقالية في أي مجتمع، وهو كشف الحقيقة كاملة، والحقيقة أساس للعدالة إن كانت العدالة أساس السلام الحقيقي، معتبراً أن كشف مصير المختفين قسراً يعني منظومة متكاملة من المعرفة، وليس فقط التحقق من الوفاة وتاريخها.

ويضيف العبد الله أن كشف مصير المفقودين مرتبطٌ بشكل أساسي بحصول مصالحة حقيقية في سوريا، وذلك لأن كشف المصير، وحق إعادة الدفن والتكريم، وتعويض ذوي الضحايا، يُشعِر المجتمع السوري عموماً بوجود شفاء للذاكرة وراحة من معاناة ضغط ذاكرة الألم، وبالتالي يُؤسّس لإمكانية فتح صفحة جديدة وتفاعل أفراد المجتمع ومكوناته على أساس بناء دولة جديدة تسودها قيم إيجابية تضمن عدم تكرار ما حصل.

وتابع الباحث أن العقبات التي تواجه كشف مصير المفقودين في سوريا توازي بطبيعتها حجم ارتكاب هذه الجريمة التي ارتكبت بشكل ممنهج، وهذا يشكل التحدي الرئيسي، مضيفاً أن الأرقام الحقيقية للمختفين قسراً ما تزال غير معروفة، ولن تصبح كذلك إلا بعد انطلاق عمليات التوثيق الرسمية في سوريا بشكل شامل، مع ضرورة كسب ثقة ذوي الضحايا بالعملية وتنفيذها بطريقة منهجية صحيحة.

ويرى العبد الله أنه رغم وجود المقابر الجماعية المكتشفة، وانتشال بعض الوثائق الرسمية، ووجود الكثير من الجناة في الأفرع الأمنية ممن يمتلكون معلومات حاسمة في الملف حال التحقيق معهم، فإن عمليات تحديد هوية المفقودين عبر الحمض النووي عملية طويلة ومكلفة ومرهقة، وتمتد لسنوات طويلة، وتحتاج موارد فنية وتقنية ومادية كبيرة، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً أيضاً.

للمزيد:

اضغط هنا

 

مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى