حول مساعي تركيا شن عملية جديدة شمالي سوريا
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن العملية العسكرية التي توعدت تركيا أكثر من مرة بشنها شمالي سوريا؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إن الدور الأمريكي هو الغائب الحاضر فيما يتعلق بملف شرق الفرات، مشيراً إلى أن أنقرة تسعى للحصول على الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وروسيا للشروع بهذه العملية.
وأضاف قربي أنّ المعادلة الأساسية التي أعقبت اتفاقيات “كيري لافروف” هي التسليم بالدور الروسي في منطقة غرب الفرات على أن ينحصر الدور الأمريكي في شرق الفرات، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني أنّ الولايات المتحدة لا تملك عوامل تأثير في غرب الفرات بحكم علاقتها الممتدة مع مليشيا “قسد” التي تسيطر على تلك المناطق، لافتاً إلى أن الدور الأمريكي يأتي بنفس الأهمية فيما يتعلق بالحضور الروسي.
ولفت الباحث إلى أن الموقف الأمريكي كان واضحاً برفض العملية العسكرية التركية، وهذا الأمر تكرّر مراراً في تصريحات المسؤولين في الإدارة الأمريكية، مردفا: “وبالتالي أعتقد أن تركيا تحاول حالياً فكّ العقدة الروسية حتى تكون بيدها ورقة للضغط على الموقف الأمريكي”، مشيراً إلى أن هناك نقاط مساومة ومصالح متشابكة خصوصاً بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث تحاول تركيا توظيفها من أجل تحصيل تنازلات، وهذا الأمر لوحظ من خلال صفقة الإف 16، إذ تحاول تركيا أن تضغط على الولايات المتحدة لتحصيل تنازلات لتمرير هذه الصفقة.
وتابع قربي أن تركيا تحاول بنفس الآلية بعد أن تتجاوز العقبة الروسية الأساسية وتحصيل ضوء أخضر روسي لإطلاق هذه العملية، إذ يُمكن من خلال الأوراق التي تملكها أن تُليّن الموقف الأمريكي من أجل القيام بهذه العملية، خاصة أن هذه العملية لن تستهدف النفوذ الأمريكي و”قسد” في شرق الفرات، بالتالي فإن ما تحاوله تركيا الآن هو انتهاج مبدأ خطوة بخطوة لتتجاوز العقبة الروسية ثم بعد ذلك تستطيع أن تمسك بهذه الأوراق وتذهب بها للضغط لتحصيل ضوء أخضر أمريكي.
وعن سيناريو استبدال “قسد” بنظام الأسد؛ رأى قربي أن هذا الأمر مستبعدٌ حالياً لأنّ تركيا تريد تحقيق مفهوم المنطقة الآمنة، وإذ ما أُخِذ بعين الاعتبار أن تركيا تُركّز على قضية حل ملف اللاجئين والخطة التي أعلنت عنها بإعادة ما يقارب مليون لاجئ مقيم على أراضيها إلى المنطقة الآمنة فهي تعلم أنّ تحقيق هذا الأمر مرتبطٌ بأن تقوم هي بتنفيذ هذه العملية وليس إدخال نظام الأسد، ولذلك قد تكون هناك خطة “باء” فيما يخص ذلك السيناريو، فهي حالياً مستبعدة ولكن ليست مستحيلة.
ولفت الباحث إلى أنه بالنسبة للأمن القومي التركي فإنّ ملفّ “قسد” هو ملف أساسي وإبعاد المليشيا عن الحدود أو ما أُطْلِق عليه الشريط الآمن بمسافة 30 كم هو ما تريد تركيا أن تحققه، ولكن الخيار الأساسي الذي تريد تركيا الآن التركيز عليه نظراً لارتباطه بقضايا أخرى على رأسها قضية اللاجئين هو أن تقوم هي ومن خلال مؤسسة الجيش الوطني السوري بتنفيذ هذه العملية وليس نظام الأسد، لأن نظام الأسد إذا استطاع تحقيق هذا الأمر و تم استبدال “قسد” به فإن هذا الأمر لن يحقق المصالح التركية بصورة كاملة، وهذا أمر تحرص عليه تركيا نظراً لوجود استحقاقات انتخابية يحاول حزب العدالة والتنمية أن يستغلها من أجل تحقيق نقطة لصالحه في هذه الانتخابات.
المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=Ws8eByA0lSU
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة