
حول مشروع الهوية الوطنية في سوريا
خلال استضافتها على موقع “القدس العربي” للحديث عن مشروع الهوية الوطنية في سوريا بعد سقوط النظام المخلوع، قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن مشروع الهوية الوطنية موضوعٌ شائكٌ ومن المفترض قيام الإدارة الجديدة بالبدء بعملية بناء الهوية الوطنية بشكل توافقي.
ويتم ذلك -بحسب حواصلي- من خلال توضيح المبادئ والقيم التي سوف تتبنّاها الدولة الجديدة، وكيف سيتم ضمها ضمن المناهج والإعلام والتصريحات السياسية، والسياسات الداخلية، وبالتالي فإن الهوية الوطنية يتم إنتاجها من قبل الجهات السياسية صانعة القرار، ومن ثم يتم ردفها من قبل المجتمع المدني والمشاريع والفعاليات.
ومن هنا تقول حواصلي: “لا بد أن نسأل أنفسنا، هل نحن متوافقون على الهوية الوطنية السورية؟ هل سوريا ستكون اسمها الجمهورية العربية السورية؟ أم الجمهورية السورية فقط؟ وهذا مجرد مثال، ولدينا ملفات كثيرة تصب في ذات الاتجاه، فنحن أمام إرث ثقيل من الحكم البائد، وأمام مرحلة مهمة ينبغي فيها إعادة تعريف ماذا تعني سوريا بالنسبة للسوريين، وما هي القيم التي سوف تشعرهم بالانتماء للوطن؟”.
وتابعت الباحثة أن ملف الهوية الوطنية يحتاج إلى سلسلة من النقاشات والحوارات يتحدث فيها الجميع عن هواجسهم وطموحاتهم للحالة السورية، وما يتعلّق عليه من حقوق وواجبات، فالهوية الوطنية هي الشعور الحقيقي بالانتماء.
وأشارت حواصلي إلى أن الهوية الوطنية بكافة التصورات هي لكل مكونات الشعب وتتضمن حقوقها وواجباتها المضمونة دستورياً، وكل ذلك يتم التوصل إليه عبر التوافق وتوحيد الرؤية إلى حدّ ما، وإيجاد مساحات مشتركة في الملفات الجدلية، وستكون تلك التوافقات خطوات مهمة لإشعار السوريين بالانتماء أكثر للوطن.
ومن المهم -وفق حواصلي- أن يكون الجميع تحت سقف القانون على أرض الواقع، وألا يكون ذلك محصوراً في الخطابات أو القرارات، مشيرة إلى أن التأخُّر في التوصُّل إلى الهوية الوطنية سيجعل العامة يتوجهون إلى الانتماء للمكوّنات الأدنى مثل العرق أو الطائفة أو الإيديولوجية، ولذلك من المهم إسقاط التصورات الوطنية على أرض الواقع كسلوكيات وكخطوات تصبح هي الثقافة، مثل عدم استخدام الرشوة، وأن الكفاءة هي العامل المهم للتوظيف، وغيرها من السلوكيات.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة