المشاركات الإعلامية

حول مفهوم الهوية الوطنية

خلال استضافته على إذاعة “وطن إف إم” للحديث عن مفهوم “الهوية الوطنية”؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. أحمد قربي، إنه مركّب من تعبيرين يُقصد بهما قضية الانتماء، والوطنية، أي الانتماء للوطن وشعور الشخص بالانتماء لوطن وبقعة جغرافية.

وأضاف قربي أن هناك الكثير من التعريفات للهوية الوطنية ومنها شعور الإنسان وانتمائه لوطن وبقعة جغرافية، مشيراً إلى أن الهوية الوطنية تأخذ عادة العلاقة السياسية، أو تسمى بالتعبير القانوني “الجنسية”، بالتالي بالمعنى القانوني هي انتساب الشخص إلى دولة ما بعد وجود فكرة الدولة الأم والدولة الحديثة.

وأشار الباحث إلى أن الهوية الوطنية قانونياً أصبحت مرتبطة بقضية الجنسية، أما اجتماعياً فقضية الهوية الوطنية لا يمكن أن يكون لها تعريف محدد، خصوصاً أنها نسبية، بمعنى أنها تختلف من دولة لأخرى وفي الدولة نفسها تختلف من زمن لآخر، لكن كتعريف عام هي انتماء الشخص لمنظومةٍ من القِيم والمشاعر والاتجاهات، وهذه المنظومة ترتبط بالسياق التاريخي والسياق الحالي لأي دولة.

وتابع قربي إنه وكما هو معروف فإن المجتمع السوري مجتمع متعدد، وهذه حقيقة تاريخية مسلّمٌ بها لدى جميع الباحثين، مشيراً إلى أنه عندما نتحدث عن الخصائص المشتركة للهوية الوطنية السورية فدائماً يتم التركيز على ركنين أساسيين قامت عليهما الهوية الوطنية السورية أو المجتمع السوري؛ الركن الأول هو الثقافة العربية، والمقصود هنا التراث العربي وليس المقصود بالمعنى العرقي أو التعصب، بمعنى أن المجتمع السوري بمجمله هو حامل لخصائص الثقافة العربية بما تحمله هذه الثقافة من قيم واتجاهات ومبادئ ولغة، أي إن هذه البقعة الجغرافية والمجتمع الذي عاش فيها ينتمي بثقافته إلى الثقافة العربية.

أما الركن الثاني -حسب الباحث- هو البعد الإسلامي، فسوريا حُكِمت من قبل المسلمين على مدى 13 قرنًا، وهذا كان له انعكاس واضح على المشترك الاجتماعي السوري، بما فيه من عادات وتقاليد تتناسب مع البعد الإسلامي، ولذلك إذا فإن الأصلين اللذين تقوم عليهما الهوية الوطنية السوري أو المجتمع السوري بما يمثله من خصائص مشتركة هما البعد العربي والإسلامي، مردفا: “وعندما نتحدث عن الهوية الوطنية بالمعنى السياسي فنحن لا نقصد المعنى الثقافي أو الاجتماعي لأن الهوية الاجتماعية ليست بالضرورة تتناسب مع الهوية مع الهوية الوطنية، فالوطنية السورية هي تحتوي كل الثقافات، سواء العربية أو الكردية أو التركمانية، وهي جامعة لا تميز على أساس الدين أو العرق”.

المزيد:

اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى