حول ملف اللاجئين السوريين في دول الجوار
خلال استضافتها على موقع “القدس العربي” للحديث عن ملف اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري، ووجود حالة من الرفض لوجودهم، أشارت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي إلى أن أهم أسباب رفض السوري في دول الجوار، وخاصة لبنان، وتركيا والعراق، والأردن إلى حد ما، يعود لوجود إشكالية عند الحكومات بما يخص الإدارة، خاصة مع معاناة الدول المذكورة من أزمات اقتصادية حادة.
وأضافت حواصلي أن انزلاق الأوضاع الاقتصادية يؤدي إلى خلق تهديد لدى شعوب تلك الدول، لأن هناك أطرافاً أخرى تشاركهم في الموارد المحلية، وهذه المخاوف تعززها التصريحات الرسمية للحكومات وتحميل الأعباء الاقتصادية على اللاجئين.
ولفتت إلى أنه خلال الأعوام 2014 و2015 كان هناك تسابق دولي من دول الجوار السوري لاستضافة السوريين، بسبب علمها بوجود كتل من الأموال ستأتي إليها من المجتمع الدولي، وهذا ما حصل، ولكن ماذا جرى بعد ذلك؟ هذا التدفق المالي لم يستمر اليوم في ذات وتيرة الأمس، خاصة مع التحوّلات التي جرت بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، والأزمة الفلسطينية وغيرها من الملفات الدولية الساخنة، وهو ما جعل الحكومات المعنيّة تلمس أن ملف اللاجئين لم يعد قادراً على استجلاب الأموال كالسابق، فتقوم بتسخين الملف، والتذرُّع بإحداثه لمشاكل داخلية، وهذه التحرُّكات تهدف إلى إلهاء الشارع المحلي وصرفه عن الإخفاقات الحكومية، والهدف الآخر، هو الضغط على الاتحاد الأوروبي طلباً للمال من بوابة التهديد بفتح بوابة اللجوء نحو أوروبا.
وترى حواصلي أن مشكلة الاندماج السوري في المجتمعات العربية المحيطة لم تكن صعبة مقارنة بالحالة التركية، خاصة من جانب اللغة، والثقافة المتشابهة، وهناك دخل السوري إلى سوق العمل مباشرة، أما في الحالة التركية، فقد كان الوضع مختلفاً، فهناك اختلاف في اللغة والثقافة، وهناك دراسات متعددة منذ عام 2015 حول الاندماج السوري في المجتمع التركي، لكن تلك الدراسات أشارت إلى أن المجتمع التركي لم يكن مرحّباً إلى حدٍّ ما بالتعايش مع اللاجئ السوري لاعتبارات مختلفة، ويتم رمي المسؤولية على اللاجئين في ذلك، رغم أن السوري تعلَّم اللغة التركية ودخل إلى سوق العمل، والأطفال دخلوا المدارس، وهناك حالات متعددة للتميز السوري في سير العمليات التعليمية على عدة مستويات.
وتابعت الباحثة أن الاندماج في المجتمع يحتاج إلى سياسات حكومية فاعلة ولديها رغبة حقيقية في دمج اللاجئ في المجتمع المحلي، لكن هذا الأمر لم يتحقق، وهو ما كانت تشير إليه التصريحات الرسمية منذ اليوم لدخول اللاجئ السوري، والحديث عن إعادتهم إلى بلادهم، وتكريس حالة أن اللجوء هو مؤقت وتحت حماية مؤقتة، فهذا سيخلق شرخاً بين اللاجئ والمحيط الذي يعيش معه، وسيجعل اللاجئ متردداً في التعايش مع الثقافة المؤقتة ويعزف عن تعلُّم اللغة، وهو ما سيؤدي فيما بعد إلى ازدياد الشرخ بين المجتمع واللاجئين، وعدم تقبُّل اللاجئ وتصاعد الانتهاكات.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة