حول هجوم فصائل عسكرية على نقطة لقوات نظام الأسد غربي حلب
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن عملية تسلّل نفذتها غرفة “عمليات الفتح المبين” التي تضم عدة فصائل عسكرية ضد قوات نظام الأسد غربي حلب؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن مثل تلك العمليات يُطلق عليها “الهجوم خلف خطوط العدو”، بمعنى الكر والفر وضرب قوات نظام الأسد ثم التراجع دون محاولة السيطرة على مناطق جديدة.
وأضاف سالم أن الهدف الأبرز من مثل تلك العمليات إلحاق الضرر والردع، سواء من ناحية إيقاع القتلى من قوات نظام الأسد أو من ناحية الإضرار بالآليات، وبالتالي هو نوع من “حرب العصابات” إلى حدٍّ ما، مشيراً إلى أن الهجوم المباغت والسريع لا يُغيّر من الاستراتيجية القائمة وهي محاولة الردع والدفاع، وهو أسلوب تم تنفيذه سابقاً ولكن ربما ليس بدرجة كبيرة ونُفذ في أكثر من منطقة من قبل بعض الفصائل.
ورأى الباحث أنه وفي ظل التصعيد الروسي وبحث الفصائل مجدداً عن آليات للردع وإيلام قوات نظام الأسد فإن مثل تلك الهجمات تُعتبر أحد الوسائل الممكنة للردع، وقد نجح في مرات سابقة إلى حدٍ ما من ناحية إلحاق الضرر بقوات نظام الأسد، مضيفاً أن الإشكالية الأكبر هي أن نظام الأسد غير معنيٍّ بالخسائر التي يتلقّاها، خاصة أنه يأتي بالمجندين من عموم السوريين.
ولفت سالم إلى أنّ نظام الأسد وروسيا لا يبحثان عن ذرائع للاستمرار بالخروقات ضد مناطق شمال غربي سوريا، وبالتالي فإن مثل هذه الضربات تجعلهما يُعيدان حساباتهما، وفي نفس الوقت ترفع تلك الضربات من معنويات الفصائل والحاضنة الشعبية لأنه في النتيجة الحاضنة عندما تشاهد الفصائل وهي تقوم ببعض الضربات والردود حتى لو كانت رمزية فهذا يعنيها.
وأشار الباحث إلى أنّ محاولة الرد أفضل من عدم الرد، وهناك نوع من الانزعاج الملاحَظ بين الناس أن الفصائل أحياناً لا تقوم حتى بمحاولة الرد ولو كان ضمن الإمكان، وربما هذا الرد يردع على المستوى المحلي بعض الوحدات نفسها في قوات نظام الأسد، لأنه بالنتيجة قوات نظام الأسد في مناطق معينة عندما تتلقى ضربة فهذا ربّما يردع القوة الموجودة بحد ذاتها وتخفف القصف، لأنه إذا لم يكن هناك أي رد فسيكون هذا إشكالياً أكبر.
ونوّه الباحث إلى أنّ خطاب نظام الأسد الإعلامي لا يتحدّث عن مثل هذه الأحداث وهو ينتهك الهدنة واتفاقيات “خفض التصعيد” يومياً بالقصف اليومي على مناطق المعارضة والمدنية من جبل الزاوية إلى ريف حلب الغربي، وبالتالي عندما تحدث مثل هذه الهجمات لا يُتوقع من نظام الأسد أن يُعلّق بشكل واضح، ولكن أحياناً يقوم “مركز المصالحة الروسي” بالتعليق وأحياناً يختلق هجمات لم تقم بها المعارضة أو يدّعي بأن الفصائل تُحضّر لهجمات بالسلاح الكيماوي ليبقى هذا ميزة في البروباغندا الروسية وفي الإعلام الروسي، ومثل هذا جرى في أوكرانيا أيضاً.
المزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=GC9CLpYxmsU&t=350s
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة