حول واقع الحياة في مخيمات الشمال السوري وحجم الاحتياجات
خلال استضافتها على قناة “الحوار” للحديث عن واقع مخيمات الشمال السوري؛ قالت الباحثة في مركز الحوار السوري: أ. كندة حواصلي، إن حوالي 1.5 مليون شخص من أصل قرابة 4.8 مليون شخص من سكان الشمال السوري يعيشون في مخيماتٍ منها ما هو نظاميٌّ فيما يُعرف الآخر بأنه “عشوائي”.
ولفتت حواصلي إلى أن المخيم النظامي من الممكن أن يكون خيمةً قماشيةً ومن الممكن أن يكون مؤلفاً من 4 حيطان من البلوك وسقفٍ من الشادر، ومن الممكن أن يكون أيضًا غرفاً مسبقة الصنع، وهذه صغيرة لا فيها مرافق صحية، وفيها الحمامات وأماكن الاستحمام مشتركة.
وأضافت الباحثة: ” أيضاً لدينا شيءٌ اسمه مخيمات عشوائية، وهذه التي تأخذ الحيز الأكبر من الصورة، فهذه المخيمات العشوائية هي مجموعة أفراد أو عشيرة أو مجموعة من العائلة أحبوا ألا يتفرقوا فقاموا باستئجار أرض وبنوا عليها خيام بدون أي إشراف أو تغطية من المنظمات”، مردفة أن هذه المخيمات عددها ليس قليلاً، إذ إنّ نصف قاطني مخيمات الشمال السوري موجودين في مخيمات عشوائية.
وأشارت حواصلي إلى أنّ المخيم يُفترض أثناء اختياره أن يوافق شروطاً ومعايير حددتها الأمم المتحدة كأنْ لا يُبنى على تربة زراعية، ولا يكون في مكان تعتبر الظروف البيئية جغرافياً فيه سيئة، وذلك من أجل أن تتمكن المنظمات من العمل فيه، وتضيف: ” للأسف في المخيمات العشوائية لا تنطبق تلك المعايير. فغالبًا يتم نصب الخيام في الأراضي وتحت أشجار الزيتون ما يؤدي لتجدد المعاناة دون أن يوجد لها حل، فالمنظمات لا تستطيع التدخل بهذا النمط من المخيمات كما إن أصحابها يرفضون الانتقال لمكان آخر لعدم رغبتهم في التفرق وللحفاظ على شكل من الخصوصية”.
وأوضحت الباحثة أنه وفي كل شتاء تتكرر نفس المعاناة، علماً أن هذا الاحتياج وأعداد الناس كبيرة جداً، وتضيف: لكن إذا تكلمنا بالأرقام ففي كل عام تقدم دول أصدقاء سوريا خلال مؤتمر بروكسل تبرعات يُفترض أنها للسوريين، ويقدر حجم الاحتياجات بقرابة 9 مليار دولار سنوياً لصالح نحو 15 مليون شخص، في حين أن الدول المانحة لا تقدم على أرض الواقع نصف هذا المبلغ، فهي تتعهد في المؤتمر أنْ تُقدم 4 أو 5 ملايين ثم يتم توزيعها على اللاجئين السوريين في لبنان والأردن والعراق وتركيا وفي سوريا في المناطق الثلاثة (المعارضة وقسد والنظام).
ونوهت حواصلي إلى أن توزيع هذه المبالغ لا يكون على حساب الأولويات، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة التي تجمع هذا المبلغ وتوزعه لا تقول إن هذه المنطقة أكثر احتياجًا وسأعطيها المبلغ الأكبر، فهذا الأمر يخضع أحيانا لاعتبارات سياسية، وفجأة من الممكن أن نجد القسم الأكبر من المساعدات يذهب مثلاً للأردن في سنةٍ ما أو إلى تركيا في سنةٍ أخرى، وبالتالي فإن هناك مشكلة بعملية توزيع المساعدات الخارجية للأسف.
للمزيد:
https://www.facebook.com/Alhiwar.TV/videos/1637191973280056/
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة