عندما تخضع المؤسسات الأممية لتوازنات الواقع: اتجاهات المبعوث الخاص إلى سوريا
الملخص:
يمثل تعاطي المبعوث الأممي المناط به تيسير تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، أحد المؤشرات المهمة على التوجهات الأممية بخصوص تنفيذ المقاربة السياسية الخاصة بتسوية “النزاع السوري”. تأتي هذه الورقة التي تتبع منهجية نوعية قائمة على التحليل الموضوعي “Thematic analyses” لعينة من إحاطات المبعوث الخاص أمام مجلس الأمن، بهدف التأكد من مدى التزامه بمهمته المتمثلة بالسعي لتيسير تطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
أظهرت الورقة أن المبعوث الخاص كان مجرد صدى للمواقف الدولية والإقليمية التي كانت في مجملها مسايرة للرؤية الروسية للحل في سوريا، من خلال تركيزه على اللجنة الدستورية، وتبني الرواية الروسية حول ملفي “البيئة الآمنة” و”الإرهاب؛ حيث أظهرت إحاطات المبعوث الدولي مدى أولوية فكرة محاربة الإرهاب في العملية السياسية وطغيانها على كثير من القضايا الجوهرية الأخرى كإطلاق سراح المعتقلين أو هيئة الحكم الانتقالية، حيث أشير إلى ملف الإرهاب ومحاربته في (29 حالة).
فيما يتعلق بإجراءات الثقة، وعلى اعتبارها ومن أهم البنود الواردة في قرار مجلس الأمن 2254، طرح المبعوث الدولي في إحاطاته الإجراءات المطلوبة أكثر من مرة، كأولوية الإفراج عن النساء والأطفال بشكل أحادي، وتحسين طرق الوصول إلى المعلومات حولهم، وكذلك تطبيق وقف إطلاق نار وطني، ليكون إجمالي الحالات التي تم الحديث عنها في خطوات بناء الثقة (54)؛ منها (20 حالة) تم التذكير فيها بضرورة وقف إطلاق النار.
بالمقابل، لم يحظ الملف الإنساني بالتركيز الكافي في إحاطات المبعوث الخاص محل الرصد، حيث تحدث عنها في (11 مناسبة) متوزعة على جميع الإحاطات باستثناء إحاطة عام 2020؛ حيث ركزت جميعها على ضرورة إدخال المساعدات وأهمية ذلك في حياة السوريين، من دون التطرق في أي منها لمسؤولية نظام الأسد عن حرمان بعض المناطق من المساعدات، وحصاره لها كما كان الأمر في الغوطة الشرقية، أو لانتقاد عمليات الابتزاز السياسي الذي اعتادت روسيا ممارسته في مجلس الأمن وتحديداً منذ عام 2020.
خارج بنود قرار مجلس الأمن 2254، وفي سياق متصل بالملف السوري مثل قضية العقوبات الغربية على نظام الأسد وإنتاج المخدرات وإنتاجها والوجود الأجنبي في سوريا؛ أشار المبعوث الدولي للعقوبات الغربية في إحاطاته السنوية أربع مرات بعد عام 2021، عادها أحد الأسباب الرئيسة للمأساة في سوريا. وفي سياق متصل بالعقوبات الغربية، وفي ظل لجوء نظام الأسد إلى الأعمال غير المشروعة من أجل تمويل ميليشياته وعلى رأسها تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها، لم يشر المبعوث الدولي إلى صناعة المخدرات وتجارتها التي يتولاها نظام الأسد، سوى في (3 حالات) بوصفها حوادث أمنية، ومن دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عنها.
مقدمة:
بدأت الأمم المتحدة دورها في السعي لحل “النزاع في سوريا” مبكراً في عام 2012 مع تعيين كوفي عنان مبعوثاً خاصاً للأمين العام في سوريا في بداية عام 2012 بعد فشل مهمة رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا الفريق محمد الدابي. ثم كًرس الأمر عام 2015 مع صدور قرار مجلس الأمن 2254 الذي أسند للأمين العام ومبعوثه الخاص مهمة تيسير المفاوضات بين الأطراف السورية بهدف تطبيق القرار ذاته من خلال مساعيهم الحميدة[1].
لم ينجح أي من المبعوثين الدوليين الأربعة الذين تعاقبوا على منصب المبعوث الدولي في تحقيق أي اختراق حقيقي يمهد الطريق نحو تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف1، وساهموا في الانحراف الذي حصل الجهود الرامية لتطبيقه عبر حصرها في اللجنة الدستورية، والتركيز على معالجة الارتدادات الأمنية والعسكرية، حيث اجتمعت عدة عوامل في الوصول إلى هذا المآل، أبرزها[2]: رفض نظام الأسد فكرة الحل السياسي من أساسها، وصياغة قرار مجلس الأمن ذاته وبيان جنيف1 وفق مبدأ “الغموض البناء”، إلى جانب التدخلات الخارجية التي ساهمت بصورة أو بأخرى في تحويل الملف السوري إلى ساحة صراع دولية وإقليمية[3]. مع ذلك، كان هنالك اتهامات متكررة من قوى الثورة والمعارضة للمبعوث الدولي بالانحياز إلى نظام الأسد وحليفه الروسي، في الوقت الذي يفترض أن يكون المبعوث الأممي وسيطاً نزيهاً وموضوعياً[4].
فهنالك ثلاث إشكاليات مترابطة فيما يتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، أولاها: إشكالية النص من جهة غموضه وإمكانية تعدد تفسيراته، وثانيها: إشكالية ميل الدول الفاعلة لتبني التفسير الروسي للقرار، وثالثها: إشكالية تحيز المبعوث الدولي الذي يضفي نوع من الشرعية الأممية للتفسير المنحرف لهذا القرار، ويظهر تحيز الدول وكأنه التفسير الحقيقي والفعلي له.
تأتي هذه الورقة بهدف التركيز على الإشكالية الأخيرة، بهدف اختبار فرضية انحياز المبعوث الدولي المشار لها أعلاه بعيداً عن إشكالية النص ذاته وتحيز الدول الفاعلة، من خلال مؤشرين اثنين: الأول: مدى التزام المبعوث الدولي بمهمته الأساسية المتمثلة بالسعي لتيسير تطبيق الحل السياسي وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 2254[5]، والثاني: مدى حياده وموضوعيته في توصيف الواقع السياسي والعسكري والأمني في سوريا بعيداً عن التأثر بروايات “أطراف النزاع”.
بناء على ذلك، تسعى الورقة للإجابة على السؤال الرئيس التالي: هل التزم المبعوث الدولي الخاص بسوريا بمهمته المتمثلة بالسعي لتيسير تطبيق قرار مجلس الأمن 2254؟ يتفرع عن هذا السؤال الرئيس أسئلة فرعية متعددة، من أبرزها:
- ما مدى تركيز المبعوث الدولي على كل من القرارات الدولية الخاصة بالحل السياسي ومجموعة المسائل الإجرائية المرتبطة بتطبيقها فعلياً؟
- ماهي طبيعة حضور مفردات الحل السياسي المختلفة وأبعاد ودلالات حضورها أو غيابها؟
- في ظل إطلاق مسارات موازية وتدخلات خارجية أثرت بشكل مباشر على مسار الحل السياسي، كيف نظر المبعوث الدولي إلى القضايا الأخرى ذات الصلة كمسار أستانا أو التدخل الأجنبي؟
- وأخيراً مدى موضوعية المبعوث الدولي ودرجة توازنه في التعاطي مع الأحداث المفصلية في الشأن السوري.
تبرز أهمية هذه الورقة في سعيها لتسليط الضوء على جوانب مهمة مرتبطة بمسار الحل السياسي من زاوية توجهات المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا؛ وإسهامها في الإضاءة على التوجهات العامة للمساعي الأممية، ومدى تأثرها بالتطورات السياسية والعسكرية المرتبطة بالسياق السوري.
منهجية الورقة:
على الرغم من حضور المؤسسات الأممية وتحديداً الأمانة العامة ومجلس الأمن في مسار الحل السياسي[6]، إلا أنه ومع صدور القرار 2254 وإسناده مهمة تيسير المفاوضات بين “أطراف النزاع” إلى الأمين العام من خلال المبعوث الخاص، أصبح الأخير عملياً هو الجهة التي تعكس التعاطي الأممي مع المسار السياسي.
يقوم المبعوث الدولي بحكم وظيفته بسلوكيات متعددة مثل الزيارات واللقاءات، إلى جانب تقديم البيانات والتصريحات الصحفية والإحاطات المتتابعة إلى مجلس الأمن. لقد اعتمدت الورقة على عينة من الاحاطات لتحليل تفاعل مكتب المبعوث الخاص للأسباب التالية:
- تعد الإحاطات المفتوحة مجالاً موضوعياً يمكن تحليله واستخلاص النتائج منه[7].
- تتضمن الإحاطات الدورية السنوية عادة بحكم تكرارها ودوريتها وأمام الجهة الرسمية التي منحت التفويض[8]، ملخصاً عن الجهود السابقة والتطورات اللاحقة والخطط المستقبلية التي قام وسيقوم مكتب المبعوث الخاص بها.
- تغطي هذه الإحاطات مدة تقارب 7 سنوات، وتشمل مبعوثين دوليين، وعاصرت تغييرات عسكرية وسياسية متعددة، كل هذه المعطيات تجعلها عينة موضوعية إلى حد كبير، يمكن البناء عليها في تحليل توجهات المبعوثين الدوليين.
بناء على ذلك، اعتمدت الورقة على تحليل مضمون سبع إحاطات للمبعوث الخاص أمام مجلس الأمن بدءاً من عام 2017 وصولاً للعام الحالي 2023، بواقع إحاطة من كل سنة، وحرصنا على أن تكون هذه الإحاطة في بداية كل سنة على اعتبار أنه في هذه الحالة تكون أقرب إلى جردة حساب للسنة السابقة، وخطة عمل للسنة التي قدمت فيها، وهو ما يعاصر آخر مبعوثين دوليين، هما: ستافان ديسمتورا في الإحاطة الأولى والثانية، وغير بيدرسون في الاحاطات الخمس التالية[9].
اعتمدت الورقة منهجية نوعية قائمة على التحليل الموضوعي “Thematic analyses” بوصفها المنهجية المناسبة لاستخلاص أبرز السمات التي تتسم بها إحاطات المبعوث الخاص، وعلى اعتبار أن تحديد هذه السمات سيعطينا القدرة على الوقوف على توجهاته الأساسية بخصوص العملية السياسية في سوريا. كما تم تحليل البيانات باستخدام برنامج “MAXQDA”، وفق الخطوات التالية:
- تحديد عناوين الحل السياسي التي وردت تحديداً في بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254.
- ترميز الإحاطات السبع وفقاً للعناوين التي تمت وفقاً للخطوة الأولى عبر مزيج من منهجيات الترميز “المنظم، المحوري، الوصفي”[10].
- تحديد السمات الرئيسة لاتجاهات المبعوث الخاص فيما يتعلق بمسار الحل السياسي خصوصاً ما جاء منها في قرار مجلس الأمن 2254.
- تفسير هذه الاتجاهات من خلال ربطها بالتطورات السياسية والعسكرية.
جاءت الورقة في ثلاثة أقسام رئيسة، سلط الأول الضوء على حضور القرارات الدولية والمسائل الإجرائية في خطابات المبعوث الخاص، وفصّلّ الثاني في توجهاته بخصوص مفردات الحل السياسي في سوريا الواردة في قرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف1، فيما ختم الثلاث بتناول القضايا المرتبطة بالحل السياسي مثل مسار أستانا والتدخلات الخارجية.
أولاً: القرارات الدولية والمسائل الإجرائية: أفول جنيف1 لحساب 2254 على الورق
صدرت عدة قرارات دولية عن مجلس الأمن مرتبطة بالملف السوري بعد عام 2011، أبرزها القرار 2254 الذي نص على إجراءات الحل السياسي في سوريا، والمبني أساساً على بيان جنيف1، وقبله القرار 2118 لعام 2013 الذي جاء عقب هجمات السلاح الكيماوي التي نفذها الأسد ضد الغوطتين، والقرارات الأخرى ذات الصلة وهي: القراران 2249 (2015)[11] و2253 (2015)[12] الخاصان بمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، والقراران 2268 (2016)[13] و2336 (2016)[14]؛ المتعلقان بوقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة ودعم مسار أستانا.
ركزت إحاطات المبعوث الخاص بصورة أساسية على قرار مجلس الأمن 2254، حيث ذكر القرار (37 مرة) في إحاطاته، في حين وردت بقية القرارات وكذلك بيان جنيف1 “بالنص الحرفي” مرة واحدة فقط جميعها كانت في الإحاطة الأولى عام 2017، في دلالة واضحة على أن القرار 2254 أصبح المرجعية الأساسية للحل في سوريا بعيداً عن بيان جنيف1 [15]، وعلى تركيز المبعوث الخاص على تنفيذ هذا القرار بغض النظر عن ارتباطاته الأخرى، بما فيها تلك المرتبطة بوقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة التي تعد أساساً أحد بنوده.
في السياق ذاته، وعلى الرغم من أن بيان جنيف1 مثل الأساس لقرار مجلس الأمن 2254، والذي نص صراحة على أن الهدف من العملية السياسية تنفيذه، فإنه، ونتيجة تراجع فكرة “هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية” والتي تمثل جوهر هذا البيان، كان من الطبيعي ألا يتم التركيز عليه سوى في إحاطة واحدة من إحاطات المبعوث الخاص السنوية[16]؛ ولعل ذلك يمثل انعكاساً واضحاً لما آلت إليه توجهات الدول الفاعلة في الملف السوري التي لم يعد بيان جنيف1 ضمن أجندتها، خصوصاً مع سيطرة الرؤية الروسية للحل في سوريا، والتي تركز على تجاوز هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية، وحصر العملية السياسية في “تعديلات دستورية وانتخابات”[17].
استكمالاً لهذا التوجه، وعلى الرغم من أن القرار 2254 كان واضحاً في تسلسل خطواته زمنياً[18]، وتأكيد المبعوث السابق ستيفان ديميستورا عليها في إحاطاته[19]، وتقديمه إطاراً زمنياً للحزمة السياسية الشاملة وهي: ستة أشهر لسلتي هيئة الحكم الانتقالية والدستور، وثمانية عشر شهراً للانتخابات[20]، إلا أن المبعوث الحالي بيدرسون تناسى الترتيب الذي أكد عليه ديميستورا في إحاطاته وتوجهاته الأولى، ولم يتطرق للجدول الزمني إطلاقاً، في اجتزاء واضح لقرار مجلس الأمن 2254، والاقتصار على مسار اللجنة الدستورية، بل أضحت أولوياته التي حددها في إحاطته الأخيرة تركز فقط على القضايا الإنسانية والأمنية وتمثيل المعارضة واستئناف اللجنة الدستورية[21].
يوضح كل ذلك، مسايرة المبعوث الخاص (بيدرسون وقبله ديميستورا) توجه الدول الفاعلة المتناغم مع الرؤية الروسية في قضية تغييب بيان جنيف1 وجوهره “تشكيل هيئة الحكم الانتقالية”، بل وذهابه أبعد من ذلك، في تغييبه شبه الكامل للأسس التفاوضية[22] التي صُرح بها عام 2017، فبعد أن حدد المبعوث الدولي السابق مجموعة محددات للعملية التفاوضية[23]، تجاهل بيدرسون كل هذه القواعد، ولم يشر إلى أي منها في ظل تركيزه فقط على اللجنة الدستورية.
ثانياً: توجهات المبعوث الخاص تجاه مفردات الحل السياسي: الحل في الدستور ومكافحة الإرهاب
مع استلام ستيفان ديميستورا مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا عام 2014، كان التركيز في مجمله من الدول الفاعلة في سوريا على الأعمال العسكرية خصوصاً في ظل تمدد داعش آنذاك وسيطرتها على مناطق واسعة من سوريا، وعقب جمود المسار السياسي الذي تلا فشل جولة جنيف2. في ظل التركيز الأمريكي على محاربة داعش، والتدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا في سبتمبر عام 2015، تغيرت المعطيات السياسية والعسكرية، وأصبح للروس الكلمة العليا تباعاً في سوريا، نتيجة عوامل متعددة أبرزها الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية في عهد كل من بارك أوباما ودونالد ترامب الذي اتخذ قراراً بالانسحاب الأمريكي الجزئي من سوريا في عام 2019.
لقد كان لطغيان الحضور الروسي في الملف السوري سواء في مجلس الأمن من خلال الفيتو المتكرر لمصلحة نظام الأسد، وحصر مسار الحل السياسي في “اللجنة الدستورية”، ومن ثم تسييس ملف المساعدات الإنسانية، دوره في التأثير على التعاطي الأممي مع الملف السوري عموماً، ومع مسار الحل السياسي خصوصاً، وهو ما تجلى بشكل واضح في إحاطات المبعوثين الدوليين لسوريا “ستيفان ديميستورا، وغير بيدرسون”، حيث يمكن تحديد ملامح توجهاتهم في النقاط التالية:
- التركيز على المسار الدستوري كمدخل للعملية السياسية.
- تغييب أسس الحل السياسي وفق جنيف1.
- التبني النسبي للرواية الروسية في ملفي “البيئة الآمنة والمحايدة” و”الإرهاب”.
- خطوات بناء الثقة.
- معالجة الارتدادات الإنسانية والأمنية.
- التركيز على إشراك المرأة والمجتمع المدني.
1- التركيز على المسار الدستوري كمدخل للعملية السياسية:
تموضع الدستور في السلة الثانية من سلال ديميستورا، حيث أضحت اللجنة الدستورية منذ عام 2018 مرتكز المسار التفاوضي برمته؛ وقد انعكس ذلك بوضوح في حضور العملية الدستورية في إحاطات المبعوثين الأمميين؛ التي تنوعت ما بين الحديث عن الدستور موضوعياً أو اجرائياً. أما سلة الانتخابات التي أتت ضمن السلة الثالثة من سلال ديميستورا، فقد ارتبطت بسلة الدستور، وأضحت هاتان السلتان جوهر العملية السياسية “دستور يعقبه انتخابات”[24].
على الرغم من هذا الارتباط بين السلتين، فإن حضور الانتخابات في إحاطات المبعوث الدولي (7 مرات) لم يكن بمستوى الدستور (26 مرة). وهذا أمر منطقي على اعتبار أن المسار الذي كان قائماً هو مسار اللجنة الدستورية في حين أن الانتخابات تعد قضية تالية له. (الشكل رقم 1)
شكل رقم (1) توزع حضور الدستور والعملية الانتخابية في الإحاطات السبع
كان للرؤية الروسية للحل في سوريا التي تركز على “سلة الدستور التي تعقبها انتخابات” وإغفال ما سواها، والمسايرة الغربية لها، دوراً مباشراً في دفع المبعوثين الدوليين لتبني هذا التوجه نظرياً من خلال إحاطاتهم وتصريحاتهم الصحفية، وعملياً عبر الدفع بمسار اللجنة الدستورية التي أتت كمخرج لمؤتمر سوتشي للعام 2018[25]. وحتى هذا المسار نفسه، تراجع تركيز المبعوث الدولي عليه بسبب تعثره الناجم عن المناكفات الغربية-الروسية التي أعقبت الحرب الروسية على أوكرانيا[26]، في دلالة مباشرة على التأثر الأممي في تعاطيه مع الملف السوري بالمتغيرات الدولية.
أما بالنسبة لسلة الانتخابات، على الرغم من إجراء نظام الأسد لانتخابات رئاسية في 26 /5/2021، وهي الفترة التي نشطت فيها اجتماعات اللجنة الدستورية عام 2021، لم تتطرق إحاطات المبعوث الدولي لها، ولم تشر إلى تناقضها مع قرار مجلس الأمن 2254 الذي يفترض أنه مبتعث لتيسير تنفيذه، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، فنظراً لأن سلة الانتخابات تالية لسلة الدستور المتعثرة أصلاً، كان من المنطقي تراجع التركيز الدولي عليها، خصوصاً وأنها أضحت بحسب صورتها المعيارية[27] بعيدة المنال، وهو ما أفصح عنه المبعوث الدولي” بيدرسون” صراحة معتبراً أن ” الانتخابات الحرة والنزيهة التي تُجري وفق دستور جديد تحت إشراف الأمم المتحدة، والمنصوص عليها في القرار 2254، بعيدة في المستقبل[28].
2- تغييب أسس الحل السياسي وفق جنيف1.
بقيت فكرة الانتقال السياسي المرتبطة بـ “هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية” قائمة في الوثائق والتصريحات المتعلقة بالقضية السورية منذ صدور بيان جنيف1 عام 2012 إلى قرار مجلس الأمن 2254[29]، على الرغم من أن الأخير نص صراحة على “حكم ذا مصداقية وشامل وغير طائفي”[30]. غير أنه مع إطلاق فكرة السلال الأربعة من قبل المبعوث الدولي في بداية عام 2017، غاب التركيز الدولي عن فكرة “هيئة الحكم الانتقالية”، وأصبح الضوء مسلطاً على سلتي “الدستور والانتخابات”[31]. وهذا ما انعكس على إحاطات المبعوثين الدوليين؛ فالمبعوث الدولي ستيافان ديميستورا أشار إلى “هيئة الحكم” في إحاطته الأولى عام2017[32]، في حين أن المبعوث الدولي بيدرسون لم يأت في أي من إحاطاته السنوية على ذكرها.
يؤكد تجاهل فكرة هيئة الحكم الانتقالية في السنوات الخمس الأخيرة مدى سيطرة الرؤية الروسية للحل السياسي في سوريا التي يمكن إجمالها في وضع دستور جديد أو تعديل الدستور الحالي، ثم إجراء انتخابات “شكلية” في ظل “مؤسسات الدولة القائمة” التي يسيطر عليها نظام الأسد خصوصاً مؤسستي الجيش والأمن. هذه الرؤية التي لم تلق اعتراضاً حتى من الدول التي يفترض أنها داعمة لقوى الثورة والمعارضة. كل ذلك على ما يبدو، دفع المبعوثين الدوليين لمسايرة هذا التوجه الدولي[33]، وتجاوز جوهر العملية السياسية التي تم النص عليها صراحة في بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن 2254.
كذلك، وفي سياق مسايرة الرؤية الروسية، كان هنالك تغييب من قبل الوثائق والبيانات الخاصة بالملف السوري بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2254 لقضية العدالة الانتقالية[34]، على الرغم من ورودها ضمن بيان جنيف1 [35]؛ حيث أنها من أبرز الأدوات التي تطبقها الدول التي تشهد صراعات مسلحة، وتسعى للانتقال السياسي ومعالجة الإرث الضخم من القضايا الحقوقية والمجتمعية وصولاً إلى الاستقرار[36].
لقد غابت مفردات العدالة الانتقالية بشكل كامل عن إحاطات المبعوثين الخاصين؛ فقد اكتفى المبعوث الدولي ديميستورا بذكر مفردة “المساءلة” مرة واحدة[37]، أما بيدرسون فلم يذكر أي شيء عن العدالة الانتقالية، وذهب بدلاً من ذلك للحديث عن مصطلح “العدالة التصالحية”[38] التي تشير غالباً إلى العفو وبدائل العقاب بدلاً من التركيز على المحاسبة والمساءلة الجنائية؛ كما هو حال تجربة جنوب إفريقيا.
لعل المبعوث الخاص أراد من خلال الإشارة للعدالة التصالحية التركيز على الأدوات الناعمة للعدالة، وهي: كشف الحقائق وجبر الضرر وإحياء الذاكرة بدلاً من التركيز على المساءلة لإزالة العقبة التي تمنع عادة من الوصول إلى اتفاقات “تسوية نهائية” بين الأطراف. غير أن هذه المقاربة تتناقض مع مفهوم الاستقرار، فإغلاق ملف الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت من دون تطبيق العدالة الانتقالية بجميع آلياتها وخاصة الجنائية، يجعل من عدم تطبيق العدالة ثمناً للوصول إلى تسوية ما، وهو ما يسمح غالباً بإفلات المجرمين من العقاب، وبالتالي إبقاء محركات الصراع وعدم الاستقرار قائمة في سوريا نتيجة حلول جزئية تأخذ في الحسبان مصالح فئة من المجرمين على حساب مصالح الشعب السوري، كل الشعب السوري.
3- التبني النسبي للرواية الروسية في ملفي “البيئة الآمنة والمحايدة” و”الإرهاب”:
جاء النص صريحاً على البيئة المحايدة في بيان جنيف1 الذي أناط تحقيقها بهيئة الحكم الانتقالية، ونص على بعض متطلباتها مثل: وقف الأعمال العدائية، ونزع سلاح المجموعات المسلحة، وإطلاق سراح المحتجزين، واستمرار المؤسسات الحكومية في عملها، واستخدام أدوات العدالة الانتقالية[39]. فيما لم يرد في قرار مجلس الأمن 2254 أي تصريح بخصوص البيئة “الآمنة والمحايدة”، مع إشارته إلى بعض القضايا المرتبطة بها مثل: وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وإيجاد الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية للاجئين[40].
وعلى غرار هيئة الحكم الانتقالية تجاهل المبعوثان الخاصان قضية البيئة الآمنة والمحايدة في إحاطاتهم[41]، إذ اقتصر الحديث عنها في (7 مرات) فقط؛ كان الحديث عنها في إحاطات ديميستورا بوصفها شرطاً لنجاح اللجنة الدستورية والوصول إلى الانتخابات، وسلة من السلال الأربعة، بينما تحدث عنها بيدرسون ضمن سياق مبادرة “خطوة مقابل خطوة” وعودة اللاجئين[42].
يوضح هذا التراجع في التركيز على البيئة الآمنة والمحايدة ضعف الاهتمام بالقضايا التي لها اتصال مباشر بالواقع[43]، ومساهمة في بناء الثقة، في مقابل تقديم القضايا المستقبلية التي عادة ما تكون مجرد وعود غير مضمونة النتائج؛ كما في قضية الدستور[44].
بالنسبة لملف مكافحة الإرهاب، ركز نظام الأسد وحلفائه منذ الأيام الأولى للثورة السورية على هذا الملف وفق تفسيرهم للمصطلح[45]؛ إلا أن أول حضور رسمي له في مسار الحل السياسي جاء كأحد أفكار مجموعات العمل الأربعة التي طرحها المبعوث الدولي عام 2015 وترسخ مع بياني فينا 1 و2 ومن ثم قرار مجلس الأمن 2254؛ لتصبح بعد ذلك رابع سلال ديميستورا الأربعة، وهو ما يتوافق مع تركز الرؤية الغربية في سوريا في تلك الحقبة على مكافحة الإرهاب وخاصة تنظيم داعش[46].
أظهرت إحاطات المبعوث الدولي مدى أولوية فكرة محاربة الإرهاب في العملية السياسية وطغيانها على كثير من القضايا الجوهرية الأخرى كإطلاق سراح المعتقلين أو هيئة الحكم الانتقالية (الشكل رقم 2). حيث أشير إلى ملف الإرهاب ومحاربته في (29 حالة)، توزعت على جميع الإحاطات من دون استثناء مع ملاحظة وجود ميل عام لدى المبعوث بيدرسون إلى التركيز عليه في إحاطاته الأخيرة على الملف رغم تراجع حضور داعش خصوصاً بعد القضاء على دولته المزعومة. (ينظر الشكل رقم 2)، ولعل في ذلك دليل إضافي على مسايرة المبعوث الأممي لتوجه نظام الأسد وحلفائه في إظهار القضية السورية وكأنها حرباً ضد الإرهاب، وإضعاف الجوانب المرتبطة بمطالب الشعب السوري المحقة في التغيير السياسي.
شكل رقم (2) يقارن بين نسبة حضور كلا من مكافحة الإرهاب مقارنة بقضايا رئيسية أخرى
4- خطوات بناء الثقة: أولوية ممزوجه بـ “حياد بارد”
حازت إجراءات بناء الثقة إجمالاً أو عبر الحديث عن متطلباتها المختلفة على حيز مهم في إحاطات المبعوث الخاص؛ حيث حضر الحديث عنها ككل في (7) مناسبات توزعت على جميع الإحاطات ماعدا إحاطة ديميستورا في 2018، أُكد فيها على ضرورة العمل عليها إلى جانب اللجنة الدستورية[47]؛ خصوصاً وأنها لم تتحقق على أرض الواقع[48]. كما استخدمها بيدرسون هدفاً ومبرراً في سياق “خطوة مقابل خطوة”[49].
وتبعاً لأن إجراءات بناء الثقة تتضمن مجموعة من الخطوات طرح المبعوث الدولي في إحاطاته الإجراءات المطلوبة أكثر من مرة، كأولوية الإفراج عن النساء والأطفال بشكل أحادي، وتحسين طرق الوصول إلى المعلومات حولهم[50]، وكذلك تطبيق وقف إطلاق نار وطني[51]، ليكون إجمالي الحالات التي تم الحديث عنها في خطوات بناء الثقة (54)؛ منها (20 حالة) تم التعرض فيها لنظام وقف إطلاق النار توزعت على الإحاطات جميعاً، مع ملاحظة أن نصف الحالات التي تحدث فيها بيدرسون عن ضرورة وقف إطلاق النار جاءت مقترنة بمحاربة الإرهاب أو توجيه ضربات دقيقة له[52].
من جانب آخر لم تحظ الخطوات المطلوبة على صعيد وقف الانتهاكات وجرائم الحرب بالقدر الكاف من التركيز في إحاطات المبعوثين الدوليين اللذان أشارا (23 مرة) إلى هذه الانتهاكات. فقد وصّفّ المبعوث الأممي ديميستورا حالات الحصار وعمليات القصف والسيطرة وإعاقة جهود الإغاثة الإنسانية بشكل مجرد؛ من دون الإشارة إلى مسؤولية نظام الأسد وحلفائه عنها؛ في مقابل ذلك أشار إلى مسؤولية الأطراف الأخرى كـ”هيئة تحرير الشام-هتش” بشكل مباشر، والسعي لمقابلة سلسلة واسعة من انتهاكات النظام وحلفائه بانتهاكات المعارضة[53].
وعلى هذا النحو سار المبعوث الدولي بيدرسون مع وجود ميل أكبر لإظهار فكرة الإرهاب والتركيز على وجوده وانتهاكاته ومقارنته باجتياحات كبرى لنظام الأسد وحلفائه أرياف حماه الشمالي وإدلب الجنوبي وحلب الجنوبي والشمالي الغربي في حملات أعوام 2019 وما بعدها[54].
كل ذلك يبين تحيز المبعوث الخاص في قضية الانتهاكات والهجمات لصالح نظام الأسد وحلفائه؛ فعلى الرغم من وجود عشرات التقارير والبيانات المتتابعة للجنة التحقيق الدولية المستقلة واللجان والمنظمات الحقوقية التي تحمل نظام الأسد وحلفائه المسؤولية الأكبر عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا[55]، نجد أن المبعوث في غالبية إحاطاته لم يشر إلى الطرف المسؤول أو ترجيح مسؤوليته[56]، أو حاول إظهار نوع من التوازن والحياد عند إشارته للطرف المسؤول عبر المساواة بين الأطراف.
يشير هذا الحياد “البارد” من طرف الأمم المتحدة والمبعوث الدولي تجاه عدم ذكر الأطراف التي ترتكب الانتهاكات المستمرة بحق السوريين سواء التي تحرمهم من المساعدات الإنسانية أو تعرقل وصولها إليهم، أو ترتكب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بحقهم، على وجود أزمة حقيقة لديها تتمثل في تمسكها بمبدأ الحياد بين الأطراف، من خلال عدم الإشارة إلى هذه الجهات وفق ما يرد ضمن التقارير الأممية المرتبطة بالملف السوري، والتي تشير إلى مسؤولية نظام الأسد وحلفائه عنها بالدرجة الأولى. ولعل هذا الأمر يؤكد ضرورة إعادة النظر في هذا الدور المحايد من جهة ترجيح الأدوار القانونية والأخلاقية للمنظمة الدولية في مناصرة حقوق الإنسان من خلال قواعد وأحكام واضحة، والضغط على الأطراف التي تنتهكها ولو أدى هذا الأمر إلى الخروج عن مبدأ “الحياد الشكلي” الذي ينظر إلى كافة الأطراف نظرة واحدة لا تميز بين الجلاد والضحية. ولعل مؤسسات الأمم المتحدة طبقت ذلك نسبياً في الحالة الأوكرانية اذ بدت مدفوعة بالتحالف الغربي مع أوكرانيا أكثر حزماً وشجاعة في الحديث عن الانتهاكات الروسية[57]. إن هذا الأمر بإيجابيته يبقى محكوماً بدوافع سياسية وتحكمية، وبالتالي فهو يحتاج -كما أشرنا أعلاه- إلى قواعد قانونية تنظمه.
في حالات أخرى يبدو من حيث الشكل وجود استثناء من هذه القاعدة عبر تسمية نظام الأسد وحلفائه بشكل مباشر عند الحديث عن عمليات عسكرية، إلا أن تتبع السياق يظهر أن ذلك جاء بعيداً عن ذكر حالة الانتهاكات وملازماً للوصف الميداني لعمليات التقدم العسكري فقط[58].
5- معالجة الارتدادات الإنسانية والأمنية: اللاجئين والمساعدات والتعافي المبكر
على الرغم من أهمية ملف المساعدات باعتباره أبرز الملفات الإنسانية المرتبطة بالملف السوري خصوصاً مع الأرقام المفجعة عن الوضع الإنساني في سوريا، والتي تعلن عنها الأمم المتحدة سنوياً[59]، إلا أن هذا الملف لم يحظ بالتركيز الكافي في إحاطات المبعوث الخاص محل الرصد، حيث تحدث عنها في (11 مناسبة) متوزعة على جميع الإحاطات باستثناء إحاطة عام 2020؛ حيث ركزت جميعها على ضرورة إدخال المساعدات وأهمية ذلك في حياة السوريين، من دون التطرق في أي منها لمسؤولية نظام الأسد عن حرمان بعض المناطق من المساعدات، وحصاره لها كما كان الأمر في الغوطة الشرقية، أو لانتقاد عمليات الابتزاز السياسي الذي اعتادت روسيا ممارسته في مجلس الأمن وتحديداً منذ عام 2020[60]، عبر استخدام الملف لابتزاز القوى الدولية، ولتوسيع هامش مناورتها في المفاوضات السياسية مع الولايات المتحدة[61].
أما بخصوص ملف اللاجئين[62]، فقد أشار المبعوث الدولي في إحاطاته إلى هذا الملف (14 مرة)، توزعت على جميع الإحاطات محل الرصد؛ تحدث في ثلاث منها عن شروط العودة الطوعية الآمنة وموانع عودة اللاجئين المتمثلة بالمخاوف الأمنية وقلة الخدمات والخدمة العسكرية[63]، وفي حالة وحيدة جاء الحديث عن العودة مقترنة بشرط تحقق الحل السياسي[64]، في حين توجهت باقي الحالات للحديث العام عن حالات النزوح الجديدة أو مآسيها.
لم يحظ ملف اللاجئين بالاهتمام الكبير في إحاطات المبعوث الدولي نظراً لعدم وجود أية مبادرة واضحة للتعامل مع قضيتهم خصوصاً في ظل استمرار الأزمة وعدم وجود أفق سياسي للحل، غير أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى خلو هذه الإحاطات من الترويج لرواية نظام الأسد وحلفائه حول توفر ظروف عودة اللاجئين أو من مجرد الحديث عنها، وهو ما يعد نقطة إيجابية، إلا أنه بالمقابل لم تكن هنالك إشارة إلى التقارير التي تحدثت عن المخاطر التي تعرض لها اللاجئون العائدون وفق ما وثقته بعض المنظمات الحقوقية[65].
أما فيما يتعلق بملفي التعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي زاد الحديث عنهما في الآونة الأخيرة[66]، فلم تركز إحاطات المبعوث الدولي عليهما؛ حيث اقتصر وجودهما في 3 حالات فقط، (ينظر: الشكل رقم 3) يظهر فيها ربط المبعوث الدولي إعادة الإعمار بالحل السياسي[67]، أو اقتصار الحديث الحالي عنها من خلال الإشارة لجهود التعافي المبكر[68]. كل ذلك من دون الإشارة في أي منها إلى التقارير التي تتحدث عن تطويع أموال التعافي المبكر لخدمة نظام الأسد خصوصاً مؤسساته الأمنية والعسكرية[69].
شكل رقم (3) يظهر توزع حالات حضور ملف إعادة الإعمار في الإحاطات السبع
6- التركيز على إشراك المرأة والمجتمع المدني[70]:
شجع قرار مجلس الأمن 2254 بشكل صريح على إشراك المرأة في العملية السياسية التي تتولى تيسيرها الأمم المتحدة، في حين لم يكن هنالك أي نص صريح بخصوص مشاركة المجتمع المدني في هذا القرار، على الرغم من أن قرار مجلس الأمن 2271 لعام 2014 نص بشكل صريح على الدور المهم الذي يمكن للمجتمع المدني لعبه في حل النزاعات والصراعات إلى جانب المرأة[71].
ركز المبعوث الخاص بشكل واسع على قضية إشراك المرأة والمجتمع المدني حيث استحضرت في (23 حالة) منها 13 خاصة بإشراك المرأة و10 بإشراك المجتمع المدني السوري، (الشكل رقم 4). والتي جاءت في جميع حالاتها بطابع إيجابي عن كل من غرفة دعم المجتمع المدني والمجلس الاستشاري النسائي؛ وبمضامين متقاربة تؤكد دعم مسار التفاوض وعمل المبعوث الخاص وفريقه[72]، وإيجاد حلول وضمان حقوق المرأة[73].
يعطي هذا التركيز النسبي من قبل المبعوث الخاص على قضيتا مشاركة المرأة والمجتمع المدني، مؤشراً على تفاعله الإيجابي معهما منطلقها ربما: إمكانية مساهمتها في كسر الجمود الحاصل بين ثنائية النظام- المعارضة. غير أن ذلك بالمقابل، يعطي دلالة على اهتمام المبعوث الخاص بقضايا شكلية على حساب الأمور المرتبطة بمضمون الحل السياسي.
شكل رقم (4) مقارنة لحالات حضور كل من تمثيل المعارضة والمرأة والمجتمع المدني
ثالثاً: القضايا المرتبطة بالحل السياسي: تلميحات ضمن الهوامش الروسية
لا تقتصر أهم القضايا التي تتضمنها إحاطات المبعوث الدولي على مفردات الحل السياسي أو تناول القرارات الدولية والمسائل الإجرائية ذات الصلة؛ فثمة مجموعة أخرى من القضايا التي ترتبط بمسار الحل السياسي؛ ولعلً أبرز هذه النقاط: مسار أستانا وطريقة النظر إليه، التدخل الأجنبي الخارجي، العقوبات وقضايا المخدرات.
1- مسار أستانا: اندفاعة ديميستورا
منذ انطلاق العملية السياسية كانت جنيف عنواناً للمسار التفاوضي برعاية أممية؛ إلا أن ثلاثة لاعبين رئيسين في الملف السوري، هم: تركيا وروسيا وإيران قرروا إطلاق مسار آخر “أمني وعسكري” في بداية 2017 م بعد سقوط مدينة حلب بيد نظام الأسد بدعوى زيادة التنسيق بين الدول المعنية وتقديم الدعم من أجل التقدم في مسار الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254[74]. وكانت هذه الخطوة قد لاقت تأييداً من المبعوث الخاص السابق ديميستورا الذي أشار إلى هذا المسار ونتيجته الرئيسة “مناطق خفض التصعيد” (17 مرة) مقابل (12 مرة، واحدة منهم فقط آخر ثلاث إحاطات) للمبعوث الحالي بيدرسون. (الشكل رقم 5).
شكل رقم (5) يظهر توزع حالات حضور ملف مسار أستانا و”مناطق خفض التصعيد”
يظهر الشكل السابق حضور المسار في إحاطات ديميستورا بشكل واضح؛ إذ أكد المبعوث الدولي على أهمية هذا المسار الموازي وأشار إليه بإيجابية، مقراً بأنه أكثر فعالية في مناقشة القضايا الحاسمة المرتبطة بوقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب وتدابير بناء الثقة[75]، كما دعا إلى تكامله مع جنيف[76]. وذلك على عكس المبعوث الدولي بيدرسون الذي لم يركز في إحاطاته على المسار بحكم تراجعه أصلاً، وظهور مؤشرات عملية مؤخراً على نهايته واستبداله بالمسار الرباعي “روسيا، تركيا، إيران، نظام الأسد” الذي قد يكون نسخة محدثة من أستانا[77].
تشير طرق تعاطي المبعوث الدولي مع أستانا فضلاً عن مشاركته في إعلان سوتشي إلى وجود أزمة في طريقة تعاطي الأمم المتحدة مع دورها المفترض في الوصول للحل السياسي في سوريا؛ فبدلاً من تركيزها على مسار جنيف باعتباره المسار الأممي الذي يفترض أن يكون قاطرة الحل السياسي في سوريا، وجعل المسارات الأخرى في حال وجودها مجرد مسارات رديفة لهذا المسار الأممي، أصبحت المعادلة مقلوبة -إن صح التعبير-؛ أصبح المسار “الرديف” في أستانا مساراً قاطراً، وفرض مقاربته على المسار الرئيس في جنيف، حيث بدى المبعوث الدولي وكأنه منسجماً مع مقاربة روسيا التي تعد الجهة الأكثر حضوراً في الملف السوري.
2- التدخل الأجنبي الخارجي في الملف السوري: صمت لا يستفز الآخرين
على الرغم من الانخراط التدريجي للقوى العسكرية الأجنبية في سوريا بشكل مباشر بداية من إيران ومن ثم التحالف الدولي وروسيا وانتهاء بتركيا، لم تتضمن الوثائق الدولية مثل بيان جنيف1 وبيانا فيينا 1 – 2 وقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، أية إشارة لخروج القوات الأجنبية[78].
كان تعاطي المبعوث الأممي مع مسألة الوجود الأجنبي أقرب للتوصيف من دون إطلاق أي حكم تقييمي حولها[79]؛ ففي الحالات (18) التي ذكر فيها الوجود الأجنبي، وجه دعوات للدول المتدخلة للتعاون من أجل حل “الأزمة السورية”[80]؛ باستثناء حالتان فقط، استخدام في الأولى مصطلح التدخل والاحتلال بشكل مجرد دون أي إضافات أو ايحاءات[81]، واقترح في الثانية وجود قوات دولية في إدلب بعد “موافقة السلطات السورية”[82]، وهو ما يؤكد حرص المبعوث الدولي على عدم استفزاز أي من القوى المتدخلة في سوريا.
3- العقوبات على نظام الأسد والاتجار بالمخدرات:
على الرغم من عدم صدور العقوبات الدولية ضد نظام الأسد وفقاً لقرارات أممية[83]، وعدم النص عليها في قرار مجلس الأمن 2254، بما يعني أنها خارج ولاية المبعوث الأممي، فإنه أشار لها في إحاطاته السنوية في مرات أربع بعد عام 2021، معتبراً أنها أحد الأسباب الرئيسة للمأساة في سوريا، في انحياز واضح لموقف نظام الأسد وحلفائه[84]؛ ولعل طريقة تعاطي المبعوث الدولي وتوقيتها تبدو منسجمة مع مبادرته “خطوة مقابل خطوة” و”اللا ورقة الأردنية” من جهة عد العقوبات أمراً سلبياً[85].
في سياق متصل بالعقوبات الغربية، وفي ظل لجوء نظام الأسد إلى الأعمال غير المشروعة من أجل تمويل ميليشياته وعلى رأسها تصنيع المخدرات والاتجار بها وتهريبها، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة عليه عبر قانون مكافحة الكبتاغون[86].
لم يشر المبعوث الدولي إلى صناعة المخدرات وتجارتها التي يتولاها نظام الأسد، ومخاطرها الإقليمية والدولية على الرغم من وجود عشرات التقارير التي تثبت ذلك، سوى في (3 حالات) بوصفها حوادث أمنية، ومن دون الإشارة إلى الجهة المسؤولة عنها[87].
خاتمة:
مثّلّ مبدأ “الغموض البناء” الذي صيغ وفقه بيان جنيف1، ومن ثم قرار مجلس الأمن 2254 في بعض نصوصه خصوصاً لجهة إغفال مستقبل بشار الأسد، المتكأ الأساسي للتحيزات التي حصلت من قبل الدول الفاعلة والمبعوث الخاص بخصوص التعاطي مع قرار مجلس الأمن 2254، والتي سايرت في مجملها الرؤية الروسية للحل في سوريا. لا شك أنه كان لموازين القوى والتغيرات السياسية والعسكرية التي آل إليها الوضع في سوريا دوره في حصول ذلك، إلا أن ذلك لا يعفي المبعوث الخاص من المسؤولية عن تحيزاته وتفسيراته المشوهة للقرار 2254.
في (175 مناسبة) تضمنتها الإحاطات السبع، حضرت غالبية مفردات الحل السياسي التي وردت في قرار مجلس الأمن 2254 من حيث المبدأ، مع تركيز واضح على قضيتي مكافحة الإرهاب واللجنة الدستورية في تماه مع ادعاءات نظام الأسد وحلفائه، وتذييل قضايا: هيئة الحكم الانتقالية وقضايا البيئة الآمنة وأدوات العدالة الانتقالية، والتي تمثل جوهر المطالب المرتبطة بتطلعات الشعب السوري، مع ملاحظة غياب أربع قضايا وردت جميعها في بيان جنيف1، وهي: حرية الصحفيين والتظاهر، وحرية تشكيل الجمعيات، واستمرار المؤسسات، ونزع السلاح. (الملحق رقم 1)
يؤكد المبعوث الخاص دوماً على أن وظيفته الأساسية هي: تيسير تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254[88]، وهذا يقتضي في الحالة المثالية أن تكون تصريحاته ومطالبته تتناول مختلف جوانب هذا القرار لا سيما النقاط الجوهرية فيه التي يأتي في مقدمتها إجراءات بناء الثقة. إلا أن الورقة أظهرت وجود تحيز لدى المبعوث الخاص عبر تركيزه على مفردات وتغييبه وتجاهله أخرى في مسايرة منه للتوازنات الدولية والإقليمية التي أفرزت ترجيحاً للرؤية الروسية للحل السياسي في سوريا.
يشير ما تقدم إلى الانحراف الذي حصل في موضوعية المبعوث الخاص، فبدلاً من أن يكون القرار ومضمونه هو مرشده بما يدفعه للتركيز على قضايا مهمة؛ مثل أولوية إجراءات الثقة والتأكيد عليها والمطالبة بها قبل أي إجراءات أخرى، والانتقال السياسي عبر هيئة الحكم الانتقالية باعتبارها جوهر قرار مجلس الأمن 2254، استبدل ذلك بالتركيز على قضايا الإرهاب والدستور، بما يدل على أن تصريحات المبعوث الخاص كانت مرآة عاكسة للواقع والسياقين الدولي والإقليمي[89].
في المستقبل نتوقع إمكانية استمرار هذا التحيز وازدياده في ظل التغيرات الدولية والإقليمية المرتبطة بالملف السوري، وفي ظل توجه الدول الإقليمية للتطبيع مع نظام الأسد فيما يبدو وأنه تماه مع مبادرة “خطوة مقابل خطوة” التي سيكون تركيزها الأساسي على معالجة الآثار الأمنية والإنسانية الناجمة عن حرب نظام الأسد على الشعب السوري؛ بما معناه أنه بإمكاننا القول: أن المبعوث الخاص سيبقي تركيزه على ملف مكافحة الإرهاب ويضيف إليه قضايا اللاجئين والمساعدات والتعافي المبكر، وسيتراجع اهتمامه بقضية الدستور والانتخابات.
يتطلب التصدي لمثل هذه التحيزات اتخاذ خطوات جريئة من قبل قوى الثورة والمعارضة -كما سيرد لاحقاً في التوصيات- بدلاً من الاستمرار في التماهي مع المسارات المختلفة التي تنعكس على الحل النهائي ورؤيته؛ الأمر الذي يتطلب بطبيعة الحال استعادة الثقة بين هذه القوى والحاضنة الشعبية عبر اصلاح جذري شامل.
إجمالاً أظهرت الورقة من خلال تحليل مضامين الإحاطات مجموعة من النتائج الرئيسية التي يمكن تلخيصها بالنقاط الآتية:
- لم يكن بيان جنيف1 ضمن اهتمامات المبعوث الخاص وهو ما يمثل تأكيداً اضافياً لما آلت إليه توجهات الدول الفاعلة في الملف السوري، وهو ما يتضح في إحاطات بيدرسون التي لم يأت في أي منها على ذكر هيئة الحكم الانتقالية.
- على الرغم من تمسك ديميستورا في إحاطاته بفكرة التسلسل الزمني للخطوات التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254، إلا أن المبعوث الحالي بيدرسون لم يتطرق له إطلاقاً، في ظل تركيزه على مسار اللجنة الدستورية، بل أضحت أولوياته التي حددها في إحاطته الأخيرة متركزة فقط على القضايا الإنسانية والأمنية.
- تغييب المبعوث الخاص بيدرسون شبه الكامل للأسس التفاوضية التي سبق وأشار إليها سلفه كمحددات تفاوضية، ولم يشر إلى أي منها في ظل تركيزه فقط على اللجنة الدستورية.
- تراجع تركيز المبعوث الدولي على مسار اللجنة الدستورية مؤخراً يكشف عن مدى التأثر الأممي في تعاطيها مع الملف السوري، بالمتغيرات الدولية.
- حازت قضية وقف إطلاق النار على اهتمام المبعوث الدولي وعلى حضور دائم في الإحاطات المرصودة؛ مع ملاحظة أن نصف الحالات التي تحدث فيها بيدرسون عن ضرورة وقف إطلاق النار جاءت مقترنة بمحاربة الإرهاب أو توجيه ضربات دقيقة له[90].
- اتبع كل من المبعوثين الدوليين نهجاً سلبياً لجهة انتهاكات حقوق الإنسان؛ فعلى الرغم من وجود عشرات التقارير والبيانات المتتابعة للجنة التحقيق الدولية المستقلة واللجان والمنظمات الحقوقية التي تحمل نظام الأسد وحلفائه المسؤولية الأكبر عن الانتهاكات الجسيمة في سوريا لم يشيرا إلى مسؤوليته المباشرة عنها[91].
- لم تركز الإحاطات على ملف ادخال المساعدات الإنسانية بالشكل الكاف؛ وتجاهلت توجيه أي انتقادات لنظام الأسد وروسيا ودورهما في عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية وتسييسها[92].
- مثلت قضية اللاجئين والنازحين استثناء في إحاطات المبعوثين من جهة عدم تماه المبعوثين مع الرغبة الروسية باستثمار قضية المصالحات وإمكانية العودة في ظل نظام الأسد وهو ما يعد نقطة إيجابية؛ في المقابل كان هنالك تجاهل للانتهاكات التي تعرض لها العائدون وفق ما كشفته تقارير حقوقية متعددة.
- لم تركز الاحاطات على ملفي التعافي المبكر وإعادة الإعمار؛ وحال ورودها كان من الواضح ربط المبعوث الدولي إعادة الإعمار بالحل السياسي، وهي حالة إيجابية تتوافق مع القرارات الدولية؛ إلا أن المبعوثين تجنبا توجيه أي انتقاد أو إشارة الى تطويع الأموال المقدمة للتعافي المبكر من قبل مليشيات نظام الأسد.
- حاز مسار أستانا على حيز كبير من اهتمام المبعوثين الخاصين خصوصاً ديميستورا الذي أثنى عليه بوصفه رافداً لمسار جنيف، الأمر الذي يكشف وجود أزمة في طريقة تعاطيهما من هذا المسار الذي أصبح عملياً قاطرة لجنيف.
- لم يول المبعوث الدولي اهتماما بملف الاتجار بالمخدرات صناعة أو اتجاراً رغم الضجيج الدولي حوله في السنوات الأخيرة؛ وآثر التطرق إليه بشكل عرضي دون الإشارة إلى مسؤولية نظام الأسد وميلشياته عنه.
توصيات:
تظهر النتائج السابقة مجموعة من النقاط التي يمكن أن تركز عليها قوى الثورة والمعارضة في تعاطيها مع مكتب المبعوث الخاص؛ من باب الحشد والمناصرة، عبر توثيق بعض الملفات، وإرسالها إلى مكتبه أو التركيز عليها في الاجتماعات معه وفريقه. لعلّ أبرزها:
- الضغط على مكتب المبعوث الخاص للتقيد بجوهر قرار مجلس الأمن 2254 خصوصاً ما يرتبط بإجراءات بناء الثقة وهيئة الحكم الانتقالية.
- إعداد تقارير منهجية حول قضايا محورية مرتبطة بالحل السياسي، والتي لا يركز عليها المبعوث الخاص في إحاطاته؛ مثل القضايا المرتبطة بالانتهاكات بحق اللاجئين العائدين إلى مناطق نظام الأسد؛ وسرقة المساعدات والأموال المخصصة لها من قبل أجهزة النظام ومؤسساته، وتجارة المخدرات التي يرعاها نظام الأسد، وتزويد مكتب المبعوث الخاص بها.
- المطالبة بالابتعاد عن مقاربة نظام الأسد وحلفائه لقضية الإرهاب، والتركيز على كشف ممارسات المليشيات الإيرانية وإرهابها في سوريا.
- الوضوح في إخراج الملفات غير التفاوضية من سياق الملف التفاوضي وفي مقدمتها ملف المختفين قسراً والمعتقلين، مع المطالبة بموقف واضح للمبعوث الأممي يتوافق مع القانون الدولي وواجب الأمم المتحدة في مناصرة حقوق الإنسان، وعدم المساهمة في إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب.
- ضرورة إعادة النظر في الدور المحايد للأمم المتحدة ومؤسساتها[93] -بما فيها مكتب المبعوث الخاص- بحجة اقتضاء ذلك أثناء قيامهم بمساعيهم الحميدة من جهة ترجيح الأدوار القانونية والأخلاقية للمنظمة الدولية في مناصرة حقوق الإنسان من خلال قرارات أممية واضحة وصريحة، والضغط على الأطراف التي تنتهكها ولو أدى هذا الأمر إلى الخروج عن مبدأ “الحياد الشكلي” الذي ينظر إلى كافة الأطراف نظرة واحدة لا تميز بين الجلاد والضحية.
الملحق رقم (1) شكل يوضح توجهات المبعوث الخاص في إحاطاته تجاه مفردات الحل السياسي وما يرتبط بها
الملحق رقم (2) شكل يظهر النقاط المركز عليها والمهملة في إحاطات المبعوث الخاص
- دعم إنشاء حكم ذا مصداقية يشمل الجميع، ولا يقوم على الطائفية، في غضون فترة مستهدفة مدتها ستة أشهر.
- تحدد جدولاً زمنياً وعملية لصياغة دستور جديد، ويعرب على دعمه لانتخابات حرة ونزيهة تجري، عملاً بالدستور الجديد، في غضون 18 شهراً تحت إشراف الأمم المتحدة.
- حكماً ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، بالتوازي مع تدابير بناء الثقة،
- بيئة آمنة ومحايدة،
- عملية لصياغة دستور جديـد،
- انتخابات حرة ونزيهة.
2 تعليقات