قافلة أممية جديدة إلى إدلب عبر خطوط التماس.. ما سر تزايد أعدادها؟
خلال استضافته على “تلفزيون سوريا” للحديث عن دخول قافلة مساعدات من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى إدلب؛ قال الباحث في مركز الحوار السوري: أ. محمد سالم، إن التمديد لقرار المساعدات عندما حدث في تموز الماضي كان ينصُّ بشكل صريح على أن يتم الدخول عبر الخطوط كما هو عبر الحدود.
وأضاف سالم أن ذلك القرار جاء نتيجة صفقة، حيث تنازل الأمريكان للروس من أجل يتم دخول جزء من المساعدات عبر الخطوط وليس فقط عبر الحدود مقابل أن يمرر الروس القرار، مشيراً إلى أن القرار صدر بهذا الشكل، ومرجّحاً عدم حدوث تصويتٍ في كانون الثاني المقبل على آلية دخول المساعدات وأن تبقى كما هي.
في الوقت نفسه، لفت سالم إلى أن روسيا يمكن أن تستخدم من إمكانية دخول المساعدات عبر الخطوط حجة وذريعة لوقف العمل بآلية التوزيع عبر الحدود مستقبلاً، وهو ما يمكن أن ترد عليه الأمم المتحدة عبر التأكيد بأن المساعدات التي تمر عبر الخطوط لا تكفي وأنه لا بد من تمرير الآليتين سويّة.
وأشار الباحث إلى أن سلطات “الأمر الواقع” قد لا تكون قادرة على رفض القرار، مضيفاً أنه -وليس دفاعاً عنها- ولكن رفض الأمر يعني أنها ضد القرار الأممي، وبالتالي إعطاء ذريعة لروسيا كي تقوم بالقصف على المجموعات التي تمنع تمرير المساعدات للسكان، مردفاً: “الخيارات بين سيء وأسوأ، وعندما يمر قرار أممي يصبح من الصعب على المعارضة الرفض، رغم أن النظام يقف بشكل واضح ضد القرارات الأممية ولكنه لا يُعاقب”.
وأضاف سالم أن “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “هتش” مستفيدة من تشغيل أيّ معبر لأنه يشكل موارد مالية لها، ولكن هي ليست بوارد رفض دخول المساعدات، وقد أدانت نفسها ومنهجها في هذا السياق، إذ إنّ هناك تسجيلات لأحد قادتها البارزين قبل سنوات يدين سماح قوات المعارضة بدخول المساعدات الأممية لبعض المناطق في الغوطة، واليوم تتخلى “هتش” عن كل هذا الموضوع، وهو ما يُقرأ في إطار التحولات الواضحة والبراغماتية لها باتجاه أن تكون فصيلاً محلياً بعيداً عن “الجهادية العالمية”.
ورأى الباحث أن ذلك النهج ل” هتش” وإن كان يخدمها بالدرجة الأولى مع “حكومة الإنقاذ” كسلطة “أمر واقع”؛ إلا أنه يخدم كذلك المنطقة ويُخرجها من أن تكون منطقة مصنفة “سوداء”، ما يؤدي لنزع الذرائع من الروس بأن هذه المنطقة ليست محكومة من فصيلٍ مصنفٍ على لوائح “الإرهاب”، خاصة أن الأمم المتحدة أصبحت تتعامل مع هذا الفصيل وهذا يعطي له “شرعية”، لأن الأمم المتحدة لا يمكن أن تُدخل المساعدات لمنطقةٍ يحكمها فصيل “إرهابي”، وهذا ما يمكن للمعارضة -بحسب رأي سالم- أن تستخدمه كذريعة بأن إدلب لم تعد تحت سيطرة فصائل “إرهابية”، رغم وجود انتهاكات لـ “هتش” ضد المواطنين، فمثل تلك الانتهاكات لا علاقة لها بـ “الإرهاب الدولي”.
للمزيد:
https://www.youtube.com/watch?v=PbV-BETcPXg
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة