ماذا وراء التصعيد الروسي ضد إدلب ومزاعم نظام الأسد حول تحضير “هتش” لهجوم كيماوي؟
خلال استضافته على إذاعة “وطن إف إم” للتعليق على تصعيد نظام الأسد وروسيا ضد مناطق شمال غربي سوريا، قال الباحث في مركز الحوار السوري: د. محمد سالم، إن التصعيد يأتي في سياق الضغوطات الروسية على تركيا والولايات المتحدة.
ورأى سالم أن التصعيد يهدف للضغط على أنقرة بالدرجة الأولى، لأنها تقوم بمحاولات التنسيق مع واشنطن فيما يتعلق بموضوع إدلب والمعابر الإنسانية، وهذا أمر يزعج موسكو، وكذلك لكون تركيا تتابع جهودها العسكرية في منطقة جبل الزاوية، لافتاً إلى أن مستوى التصعيد ارتفع بعد استهداف نقطة للقوات التركية في بلدة كنصفرة جنوبي إدلب.
وحول مزاعم خارجية نظام الأسد بشأن تحضير منظمة الدفاع المدني و”هيئة تحرير الشام-هتش” لهجوم بسلاح كيماوي في إدلب، اعتبر سالم أن ذلك يندرج في إطار الدعاية وتزييف الحقائق الذي تشتهر به روسيا، مشيراً إلى أن موسكو تقلب الحقائق دائماً وهذا أسلوبها في سوريا وغيرها، حيث تستخدم أسلوب وزير الدعاية النازي “اكذب اكذب حتى يصدقك الناس”، ولذلك نجد كل شهرين هذا الادعاء يتكرر في وسائل الإعلام الروسية المموّلة من حكومة موسكو.
وأضاف الباحث أن هناك من يُصدّق الادعاءات الروسية لأنه يريد أن يصدق، خاصة التيارات اليسارية في العالم التي تصدق أن هناك “إمبريالية” غربية وما شابه، مردفاً: “لذلك نشاهد أحياناً أن قناة روسيا اليوم وسبوتنيك تستضيف بعض اليساريين من مختلف أنحاء العالم، ويستغلون حالة الحرب على العراق وأنها تمّت بناء على ادعاءات بوجود سلاح كيماوي”.
ويرى الباحث أنه وبالرغم من تزييف الحقائق الذي عملت عليه روسيا منذ جريمة الكيماوي التي ارتكبها النظام عام 2013 في الغوطة، إلا أن ما هو مختلف هذه المرة، أن وزارة خارجية الأسد ادّعت حرفياً أن “جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء” تنقل الكلور عبر معبر باب الهوى، ولا يخفى أن ربط هذا الموضوع بمعبر باب الهوى له هدف واضح وهو لإيصال رسالة أن المسيطر على المعبر فصيل مصنّف، وذلك من أجل تبرير عدم التمديد لتوصيل المساعدات من خلال المعبر، وإن كان سالم رأى أن الروس غير مُصرّين تماماً على رفض تمديد دخول المساعدات لكنهم يريدون مكاسب مقابل سكوتهم أو عدم استخدام الفيتو.
وحول إمكانية استخدام النظام وروسيا للسلاح الكيماوي في إدلب بعد تلك الادعاءات، قال سالم إن إجرام نظام الأسد وروسيا غير محدود ويمكن أن ينفذوا كل شيء، وهذه التصريحات تهدف للتشويش وكذلك للتهديد المُبَطّن بمعنى أنه قد يتم تنفيذ الهجوم وإلقاء التهمة على منظمة الدفاع المدني و”هتش”، لكنَّ الباحث يضيف بأن هذا الاحتمال -وإن كان وارداً- لكنه بعيد نسبياً، فالروس يتركونه إلى الحلول الأخيرة من التصعيد.
وأضاف سالم أن كلاً من تركيا وروسيا لا تزالان متمسكتين بموقفهما حول إدلب، وهذا ما يظهر من الردود المضادة في المنطقة، كما يُدلّل قدوم والي عنتاب التركية إلى مدينة الباب وتصريحه أن أمن تركيا يبدأ من شمال سوريا أن هذه المناطق أصبحت بالفعل هامة لتركيا.
للمزيد:
مؤسسة بحثية سورية تسعى إلى الإسهام في بناء الرؤى والمعارف بما يساعد السوريين على إنضاج حلول عملية لمواجهة التحديات الوطنية المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة